وغور الأردن أيضا يا نتنياهو ؟!
سلامه العكور
03-02-2012 05:20 AM
في المفاوضات الاسرائيلية مع الوفد الفلسطيني قدم وفد حكومة نتنياهو تصورا للاراضي التي يمكن ان تقوم عليها الدولة الفلسطينية.. وقد نشرت صحيفة معاريف الاسرائيلية ان نتنياهو قد تخلى عن مطلبه بفرض السيادة الاسرائيلية على غور الاردن..
لكن نتنياهو نفى ذلك مؤكدا مطلبه بفرض السيادة الاسرائيلية على غور الاردن.. جاء ذلك في جلسة كتلة الليكود في الكنيست مؤكدا انه سيوقع على الحل النهائي فقط اذا شمل بقاء اسرائيل في غور الاردن.. ومؤكدا ايضا تمسكه بالكتل الاستيطانية وبالقدس الشرقية مع التاكيد مرة اخرى ان الجدار العازل هو الحزام الامني الشرقي لاسرائيل !!..
امام هذا التصور الاسرائيلي ما الذي بقي من الارض الفلسطينية لكي يفاوض الوفد الفلسطيني عليها ؟!.. وبعد هذه الصراحة والوضوح الكاملين في التصور الاسرائيلي فان سؤالا كبيرا يفرض نفسه امام القيادة الفلسطينية وهو ما العمل ؟!..
لقد ثبت بعد تجربة غنية على صعيد المفاوضات ان اسرائيل مصرة على فرض تصورها على الجانب الفلسطيني مستعينة بالولايات المتحدة الاميركية وبدول الاتحاد الاوروبي..وبغير ذلك فان السلام مستبعد ويكاد يكون مستحيلا..
لكن اسرائيل تلجأ الى المفاوضات لكسب الوقت الذي تستكمل فيه برامجها الاستيطانية على حساب القدس الشرقية واراضي الضفة الغربية.. ومن اجل خداع الرأي العام العربي والدولي بالتظاهر الكاذب بأنها تسعى لتحقيق السلام عبر المفاوضات..
بعد ان ادرك الجانب الفلسطيني ان اي رهان على الموقف الاميركي او الاوروبي للضغط على اسرائيل ولاجبارها على الالتزام باستحقاقات السلام هو رهان عقيم وبدون اي جدوى.. لذلك ليس امام القيادة الفلسطينية في رام الله سوى العزوف عن مواصلة اي مفاوضات لا تعلن اسرائيل قبلها عن تصور معقول ومقبول وملتزم باستحقاقات السلام.. ثم التوجه نحو اعادة ترتيب البيت الفلسطيني من خلال الاصرار الجاد والصادق على تحقيق مصالحة وطنية مع حركة حماس وتحقيق توافق وطني حول البرنامج النضالي للمرحلة القادمة.. وبمثل هكذا توجه يبزغ الامل من جديد لاستعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود (1967) وعاصمتها القدس الشرقية.. مع التاكيد على اجبار اسرائيل على التخلي عن الكتل الاستيطانية وعن الجدار العازل وعن غور الاردن وعن كل شيء بما في ذلك يهودية الدولة وكل ما يمكن ان يعيق اقامة الدولة الفلسطينية المنشودة.. وان رياح الربيع العربي النظيفة ليست بمنأى عن رام الله وعن غزة وعن الاراضي الفلسطينية كلها.. والربيع الفلسطيني المستند الى قوة الربيع العربي وزخمه وانجازاته العظيمة لا بد ان يجبر اسرائيل على القبول بالتصور الفلسطيني الوطني للحل النهائي وليس العكس.. وعندئذ سيعض نتنياهو وزمرته اليمينية المتطرفة اصابعهم ندما.. فغور الاردن والجدار العازل والكتل الاستيطانية لن تكون الا مجرد وهم في رأس نتنياهو..
(الرأي)