facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الرجل المناسب في المكان المناسب


د. سامي الرشيد
01-02-2012 02:50 AM

إن عملية غياب الأسس الصحيحة في اختيار الكوادر القيادية في المؤسسات العامة وسائر أجهزة الدولة، هي جوهر مشكلة الإحساس بالعجز عن تنفيذ سياسات شفافة، للإحلال والتجديد ومجاراة متطلبات تحديث مؤسسات الدولة، وتجنبيها مخاطر الفساد الإداري والمالي.
الحقيقة إنه ليس أسوأ ولا أخطر من الاستسلام لهاجس الخوف من العجز عن إحلال القيادات البديلة، لأن ذلك فضلا عن أنه هاجس مبالغ فيه، فإنه يعني اعترافا بعجز وتقصير الأجهزة المسؤولة عن الوفاء بالتزاماتها، في تنفيذ برامج التنمية البشرية، التي لا تقل أهمية عن برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، باعتبار أن المفهوم الصحيح للتنمية البشرية ليس مجرد فرص عمل جديدة أو توفير خدمات ضرورية، وإنما المهم هو بناء الكوادر التي تستطيع أن تحمل الراية في كل مواقع العمل والإنتاج، بكفاءة واقتدار.
إن المعايير العلمية الصحيحة هي وحدها التي تستطيع أن تضع خطوطا فاصلة بين المؤهل وغير المؤهل لمثل هذه المواقع القيادية. وهذه المعايير المعروفة عالمياً، تشمل الكفاءة المهنية، وعمق الخبرة، والمؤهل العلمي، والشخصية القيادية المتكاملة، التي تجمع بين المظهر الحسن، ووفرة الثقافة، وفن التعامل مع الآخرين وهو ما يعرف باسم فن القيادة.
إن لكل معيار من هذه المعايير قيمة تختلف من موقع لآخر، ولكنها لحزمة واحدة هي العامل الأهم الذي ينفي عن الاختيار شبهة الغرض والهوى من ناحية، ويحصّن عملية الاختيار لأي ملاحظات تتعلق بالعشوائية أو غياب المصداقية من ناحية أخرى.
بلدنا بحاجة إلى قيادات لهم القدرة على تفجير طاقات العطاء لدى العاملين، ويوصلون الليل بالنهار وباعتبارهم شركاء في المصلحة والمصير، تحت مظلة من احترام المبادرات الفردية، والتشجيع الواضح للإدارة الذاتية، وفي إطار من الحزم الذي يحول دون تسرب أمراض التسيّب والترهل. ومثالا على ذلك فقد اشترت أجهزة خارجية أحد صنّاع القرار في بلد ما، حيث ساعدوه لاعتلاء ذلك المنصب، ووفاء لهم برد الجميل، طلب منهم ماذا يريدون منه ليقدم لهم، فقالوا له لا نريد شيئا سوى وضع الشخص المناسب في المكان غير المناسب. لقد اعتبر أن هذا الطلب بسيط ولم يكن يعلم أن ذلك كافيا لتدمير بلده بالكامل.
لذلك إذا أردنا المحافظة على بلدنا والنهوض بها وتجنبها الانحراف، فإن وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، لهو عماد النجاح والتقدم والتطوير والرقي.


Dr.sami.alrashid@gmail.com





  • 1 مواطن غلبان 01-02-2012 | 09:30 AM

    كل المواصفات التي ذكرت مطلوبة، ولكن هناك معيار مهم غير مذكور لا أدري هل غاب عن بال الدكتور سامي؟! هو فن الامانه ومخافة الله وعدم سرقة المال العام. لان المصائب التي يعاني منها الوطن الان ناتجه عن غياب هذا المعيار في اختيار القيادات في الصفين الاول والثاني في اجهزة الدولة.

  • 2 سهام توفيق الجعافرة الكرك 01-02-2012 | 12:51 PM

    وزير التقافة///دمحمد نوح القضاة هو
    الرجل المناسب في المكان المناسب

  • 3 المهندس سامي خطاطبة 01-02-2012 | 01:36 PM

    مما لا شك فيه يا دكتور ان عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هو الباب الاوسع لجميع انواع الفساد وما يجر على البلاد والعباد من ويلات وهدر للمقدرات، وانني اضم صوتي لصوتكم واقول انه فقط بمزيد من الاصلاحات الادارية والاقتصادية والسياسية وبمزيد من كافة انواع الرقابة والمحاسبة القانونية والحزم فيها نستطيع الوصول الى ما نصبوا اليه لنكون بمصاف الدول المتقدمة،واقول ان الرجل الغير مناسب خلافا للاسس التي ذكرتم لهو عبئ على مقدرات الامم ومعيق كبير بوجه كل الاصلاحات المطلوبة.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :