ادارة الرئيس اوباما عازمة على دفع المزيد من آليات الحرب الى منطقتنا.. فهي كما يبدو لم تكتف بالقواعد العسكرية والاساطيل الموزعة على اراضي ومياه العديد من دول المنطقة.. مما يشير ظاهريا الى انها اي ادارة باراك اوباما تفكر.. في شن حرب او المشاركة في حرب على هذه الدولة او تلك من دول المنطقة..

ويتراءى ظاهريا ايضا للمراقبين الاقليميين والدوليين ان الحرب الاميركية المحتملة قد تكون ضد سورية او ضد ايران..

لا سيما وان اوساطا مختلفة في المنطقة وخارجها راحت تدق طبول هكذا حرب.. ويعلم الجميع ان اسرائيل ما انفكت تمارس ضغوطا قاسية على ادارة الرئيس اوباما لدفعه نحو شن حرب على ايران..
لقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم السبت الماضي ان البحرية الاميركية تنوي انشاء قاعدة عائمة كبيرة لاستقبال قوات خاصة في الشرق الاوسط بسبب تزايد حدة التوتر مع ايران وتصاعد المعارك في اليمن !!!..
وتستطيع هذه القاعدة استقبال زوارق سريعة صغيرة ومروحيات تستخدمها عادة القوات الخاصة البحرية الاميركية كما اوضحت الصحيفة..
والمعروف ان الرئيس اوباما قد غير سياسته الحربية.. فلم يعد يعتمد على الجيوش والقوات العسكرية الضاربة في حروبه الجديدة.. وذلك لأنها مكلفة جدا والاقتصاد الاميركي لم يعد يستطيع تحمل اعبائها.. فالقوات الخاصة اصبحت في صلب استراتيجية الرئيس اوباما.. مما سهل عليه تخفيض عديد الجيش واعادة انتشاره في بلاده او في مناطق اخرى بعيدة عن مناطق النزاعات الساخنة.. اضافة الى ان ادارة اوباما راحت تعتمد على قوات النيتو ولا سيما على القوات الاوروبية في شن حروب تقتضيها مصالحها الاستعمارية في المنطقة..
لكن ورغم اصوات طبول الحرب والدعوات من مصادر مختلفة لحلف « النيتو» من اجل شن حرب على سورية بدعوى فرض الحظر الجوي عليها وحماية مواطنيها..
الا ان هكذا حرب مستبعدة جدا ، وتفكر ادارة اوباما كثيرا وتعد الى الالف قبل التجاوب مع دعاة الحرب سواء ضد سورية او ضد ايران..
والقواعد والاساطيل الاميركية اضافة الى هذه القاعدة العائمة المنتشرة في اراضي ومياه العديد من دول المنطقة غير مستعدة في هذه المرحلة التي تغادر فيها الجيوش والقوات الاميركية العراق لشن حروب او المشاركة في حروب ضد دول المنطقة..
اما الامر فلا يخلو من نشاطات وفعاليات تقوم بها قواتها الخاصة وعلى نطاق محدود..
من هنا فلا يحلمن الذين يتهافتون على مجلس الامن الدولي مطالبين قوات « النيتو « للتدخل في الشأن السوري او في الشان الايراني او غيره ان ادارة اوباما مستعدة للمشاركة في اي حرب في المنطقة.. لكن ادارة اوباما لا تتردد في تحريض قوى محلية ضد اخرى ، وتزويد قوى تؤيدها بالمال والسلاح حتى لو ادى ذلك الى حروب اهلية.. وقد لاحظ الجميع كيف انها سعت ليكون لها دور في ثورة مصر وفي ثورة تونس وكذلك في احداث اليمن وقبل ذلك في ليبيا.. اما دورها القديم الجديد في احداث سورية فحدث ولا حرج..
اما بالنسبة لاسرائيل ، فانها تعتمد على خيار الحرب.. وذات لانها لاترى مصلحة لها في السلام.. فهي باستمرار تتزود بالاسلحة من الولايات المتحدة الاميركية ومن دول الاتحاد الاوروبي.. وتقدم لها هذه الدول التكنولوجيا العسكرية المتقدمة كما ونوعا للحفاظ على تفوقها العسكري على الدول العربية مجتمعة...
اما اليوم وقد اتجهت رياح الربيع العربي الى جميع ارجاء المنطقة ، فان على قادة اسرائيل ان يتلمسوا مواقع اقدامهم.. وعليهم ان ينشدوا السلام بدلا من الحروب..ذلك ان الولايات المتحدة الاميركية لن تخوض بعد اليوم حروبا مكلفة تدمر اقتصادها كما فعلت في العراق وفي افغانستان.. مما يعرض اسرائيل بعد الانسحاب الاميركي من العراق الى اليتم..


(الراي)