عيد ميلاد القائد ماذا يعني لنا نحن الاردنيين؟
أ.د. عدنان المساعدة
31-01-2012 01:59 AM
خمسون عاما من عمر جلالة قائد مسيرة مملكتنا الحبيبة، نستشرف من خلالها آفاق المستقبل ونعي حجم المسوؤلية بإيمان ووعي لمواجهة التحديات التي تواجهنا على كل صعيد... فمنذ أن تولى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين سلطاته الدستورية أخذ جلالته مسوؤلية القيادة بعزيمة قوية، وبايمان واثق معاهدا الله والوطن ليضع الأردن وأبناءه على قائمة الاولويات وضرورة أن ينخرط الجميع في عملية البناء، ومواكبة روح العصرعن طريق العمل الجاد والمخلص، ليكون واقعا ملموسا نعيشه وسلوكا عمليا نمارسه لننهض بالاردن ولتعلو أسواره في جميع المرافق والميادين. فالهاشميون، وعبر التاريخ هم الانقياء المخلصون، وهذا الاردن بقيادة جلالة مليكنا المعزز يحمل رسالة الهاشميين بوسطية وحكمة وضمير نقي، يدافع عن قضايا الوطن والأمة ، وعن الحق العربي بمنطق قوي، وفكر حصيف، وبارادة لا تلين لها قناة، وعزيمة لا تعرف النكوص والتراجع. نعم لقد إمتلك الأردن الرؤية الشاملة للدفاع عن قضايا الامة في جميع أصقاع الأرض بسياسة حكيمة وواعية يقودها ملك شاب عربي هاشمي وضع بلده الذي أحب في مكان عال فرض إحترامه على كل صعيد.
لقد وضع جلالته النقاط فوق الحروف للحفاظ على الوطن ومستقبل ابنائه وشخصّ الكثير من القضايا التي يجب مواجهتها بحزم وقوة وبدون تهاون.
بينّت حجم التحدّيات والمسؤوليات التي تواجه بلدنا داخليا وخارجيا، فلا يوجد في قاموس السياسة الأردنية الوطن البديل والتوطين الذي نرفضه بكل ما أوتينا من قوة وأن كل الشرفاء يرفضون ذلك، والأردن بلد موحّد ولن يكون بديلا لأحد، وسيستمر في رسالته في تقديم أقصى إمكانياته تجاه قضايا الأمة وواجبنا يدفعنا دائما الى مساعدة الأشقاء الفلسطينين لتحقيق حقوقهم وإقامة دولتهم المستقلة على التراب الفلسطيني. والأردنيون سواء أمام القانون ، فالأردن هو دولة المؤسسات والقانون لأننا ندرك أن قوة الأردن ترتبط في تماسك وحدته الوطنية كالبنيان المرصوص ولن يكون هناك أي منفذ لأصحاب الأجندات الخاصة والمشككين في الداخل والخارج من الإقتراب ممّا يمسّ وحدتنا والإساءة الى بلدنا. فسيادة الدولة الأردنية وإحترام الأنظمة والقوانين يجب أن تكون مهابة الجانب قويّة الأركان عزيزة الشأن، وعلينا أن نضع حدا لكل السلوكيات الخارجة عن القانون وتطبيق القانون حيث لا أحد فوق القانون، وتصحيح مواطن الخلل أنىّ وجدت لنحافظ على مجتمعنا ومؤسساتنا نظيفة من كل الشوائب ولتبقى هذه المؤسسات قويّة لا يعتريها أي ضعف هنا أو هناك، وأن يكون الإنتماء للوطن والولاء للقيادة نهجا يعيش في قلوبنا وعقولنا وذلك بتقديم الإنجازات والعمل الخيّر الذي يمكث في الأرض وبما ينفع الناس، بعيداً عن الشعارات والمزايدات، لأن التحدّيات التي تواجهنا كبيرة ومنها الوضع الاقتصادي الذي يتأثر بمؤثرات عالمية لسنا بمنأى عنها،ممّا يدعونا أيضاً لنتابع مسيرة التنمية الشاملة والتحديث والتطوير بالوعي والإرادة لنكون قادرين على مواجهة كل الصعاب مستندين على أرضية صلبة وقويّة. نعم، يا سيدي، كما أشرتم في مناسبات عدة "سنكون بعون الله أقوى من التحديات وسوف نحقق المستقبل المشرق الذي يستحقه كل أردني وأردنية...وسنبقى نسير بخطى ثابته وبرؤية واضحة في بناء المستقبل المنشود الذي يضمن الحياة الأفضل لجميع الأردنيين، وبالعلم والمعرفة والارادة القوية وبروح الأسرة الواحدة المتماسكة.
وفي مجال التعليم والتعليم العالي، علينا أن نمتثل ونصدع للإشارات والتوجيهات التي يوجهها جلالة سيدنا الذي يتابع مسيرة التعليم في أردننا الغالي حيث يؤكد جلالته دائماً أن النهضة الحقيقية والتنمية الشاملة تبدأ من مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا، وأن جامعاتنا حاضنات وعي وفكر، وعلى الجامعات أن تسمو وتترفع عن الصغائر وإزالة كل الرواسب والسلبيات التي تظهر من وقت لآخر حيث ما زلنا نقف موقف المتفرج دون أن يكون هناك أدنى علاج لمظاهر العنف التي أخذت تغزو بعض الجامعات. إن معالجة ذلك لا يتم في عقد مؤتمرهنا او ندوة هناك، فالأمر بحاجة إلى جهود مخلصة تعمل للوطن وتتقي الله في مستقبل أبنائه الذين هم بحق مستقبل الوطن الذي يتطلع إليه جلالة سيدنا ليكون واعداً ومشرقاً وقادراً على مواجهة التحديات والصعاب أنّى وجدت. فهل تبدأ جامعاتنا إدارات وأساتذة وعاملين وطلبة بجهد مخلص وعقل منفتح وضمير حي للتخلص من كل السلبيات لأن نقد الذات (وليس جلد الذات) الذي يترجم إلى معالجة الخلل هو بداية الطريق الصحيح بعيداً عن التنظير أو تبرير الأخطاء وإلقاء أسبابها على الآخر أو تزيينها بمكياج زائف أو الهروب من مواجهة الواقع؟ مدركين أن الرسالة التي تضطلع بها الجامعات تتمثل في احتضان قدرات الشباب وتنميتها وتوظيفها ضمن اطار قيمي صادق يتميز بالرأي الموضوعي الذي يعتمد المنهجية العلمية والرؤية الواعية في التفكير كأساس للنهوض بالمجتمع والقدرة على مواجهة مواقف الحياة وإرهاصاتها المختلفة.
في عيد ميلادكم الخمسين والمديد بعون الله، نستذكر يا سيدي الاهتمام بالشباب ليكونوا قادرين على صياغة مرحلة جديدة تنهض بمقدرات الوطن ومكتسباته من خلال إمتلاكهم لتصورات ورؤى تتعلق بطموحاتهم ومستقبلهم الذي هو طموح الأردن ومستقبله، مترفعين عن الترسبات الذهنية الخاطئة ومتسامين فوق التجارب التي شابتها الأخطاء ليأخذوا دورهم وليقولوا كلمتهم بوضوح أننا للوطن ومع الوطن ومع جلالة سيدنا المليك الشاب صاحب الهمة العالية والعزيمة التي لا تلين لها قناة والحكمة السديدة الرأي في كل موقف من أجل تصويب الأخطاء ووضع الأمور في نصابها التي لا تجامل أحدا في أولويات وقضايا الوطن.
في هذا اليوم، ندرك يا سيدي أن رسالة الوطن هي العليا دائما، ترعون ابناء وطنكم في البادية والريف والمدن والمخيمات وتوجهون البوصلة الى مسارها الصحيح برؤية ثاقبة تزورون أماكن الفقر وتأمرون في بناء مسكن لعائلة فقيرة، وتتلمسون احتياجات الناس وتلبون نداء انسان ملهوف لا سند له ولا ظهير، وتأمرون بعلاج مريض غير قادرعلى نفقة العلاج، وتنصفون صاحب حق هضم حقه بعد أن تقاعس مسؤول هنا ورد أمره مسوؤل هناك. والمتأمل لكتب التكليف السامية للحكومات المتعاقبة، لم تترك مفصلا من مفاصل وعصب الحياة الا وتطرق اليها ببيان واضح وصريح ولهجة صادقة لا تقبل التأويل ومنها دعوة الى الاصلاح الاقتصادي سعيا لتحسين ظروف الناس المعيشية، والاصلاح السياسي ضمن قانون انتخاب متطور، والمسوؤلية الاجتماعية لمعالجة بؤر الفقر، وتطوير الاعلام ليكون اعلام دولة ووطن، والنهوض بالتعليم والتعليم العالي ضمن رؤى واضحة قابلة للتطبيق ليلمس المجتمع بأسره نتائجها الايجابية.
ومن هنا، فمسؤوليتنا جميعا ان نعمل ونعمل للاردن الوطن الاغلى بتفان وامانة واخلاص ومراجعة أخطاء الماضي وتصويب مواطن الخلل أنّى وجدت والافادة منها وتحويلها الى مشاريع نجاح وانجاز. اليس من الأولى في هذه الظروف التي تحيط بالمنطقة أن نتقي الله في هذا الوطن ونحمي سياجه ونلتف حول قيادته لنفويت الفرصة على كل الدسائس التي تحاك ضد بلدنا والتي تحاول زعزعة الاستقرار والنيل من نعمة الأمن والهدوء
اليس الواجب يدعونا جميعا لنبذ المظاهر السلبية التي تنجم عن المظاهرات وتكون بيئة خصبة لاصحاب النفوس المريضة للعبث وتخريب مقدرات الوطن والممتلكات العامة؟ ثم اليس من الأجدى أن نتصدى جميعا لبعض الأصوات النشاز التي باعت ضمائرها بثمن بخس دراهم معدودة وهي تنشر الافك والافتراء عبر بعض الفضائيات التي تسي ء الى بلدنا وقيادتنا من وقت لآخر وتسعى لتشويه صورة الاردن بتجني وظلم. اننا في الاردن لنا ثوابت يجمع الجميع عليها ونشد عليها بالنواجذ ونتمسك بها لأنها صمام الأمان التي تحفظ هذا الحمى العربي ولا يجوز لكائن من كان أن يسيء الى هذه الثوابت بالقول والفعل والتصرفات التي تنم عن غير وعي وبعد نظر من قبل البعض، فالنظام الملكي الهاشمي هو عنوان ورمز الدولة الاردنية وهو القاسم المشترك الاعظم الذي يوحدنا جميعا ونجتمع حوله، ودستورنا هو الحصن المنيع الذي يحفظ لنا كرامتنا، وهويتنا هوية أردنية هاشمية عربية اسلامية تحمل القيم السامية والمعاني النبيلة.
يا سيدي، اننا ندرك ونعي تماما أن أمن بلدنا واستقراره يتقدم على الماء الذي نشرب، والهواء الذي نتنفس وأن الاقتراب من أمن الاردن انسانا ومؤسسات لأمر محرم ومحظور وهو يدخل ضمن دائرة المكر السيء وان المكر السيء لا يحيق الا بأهله.
ابناء بلدي أدرك أنكم الحريصون دائما على رفض كل مزايد ورفض كل دخيل يحاول أن يعبث بأمن الناس وأمن الوطن ولايحترم القانون ولا يرعى في هذا الوطن الا ولا ذمة. ، وأدرك انكم تقفون لحظات صدق مع الذات، فتتذكرون نعمة الأمن والأمان التي ننعم فيها في ظل قيادة هاشمية رحيمة بشعبها وفيّة لوطنها مخلصة لامتها ودينها، ابناء بلدي أردننا في هذا الوقت بحاجة الى وقفة جميع ابنائه المخلصين وحمى الله الاردن وحفظ الله جلالة الملك حيث ندرك ونقول بقلب صادق وايمان راسخ " أن قائدنا ابن الحسين وابا الحسين أغلى ما نملك" لانك الملك الأب والأخ والصديق الصادق الصدوق لكل ابناء شعبك الوفي في بواديه وأريافه وفي مدنه ومخيماته.... الكل يدعو الله أن يمتعّكم بدوام الصحة ويديمكم القائد الرائد الذي يصحّح المسيرة كلما حاول البعض أن ينحرف بها الى غير هدى لتحقيق مآرب خاصة بتنفيذ قرارات غير عادلة أحيانا وغير حكيمة أحيانا أخرى من أجل مطمح مادي ونسأل الله أن يقيض لجلالتكم رجالا أمناء صادقين في القول والعمل ولنعمل يدا بيد لنبني وطنا قويا تحميه سواعد الرجال الاوفياء الامناء الامناء.
وفي هذه الذكرى الوطنية الأغلى التي تعيش في ضمائرنا وقلوبنا, سيبقى أردننا الغالي بعون الله وطنا حرا كريما أبيا يسير نحو العلى بعزيمة قوية، وروح وثابة لا تعرف اليأس والقنوط ولا يدخل الكلل أوالملل الى نفوس ابنائه, لأن هذه المناسبة تشكل لنا نحن الاردنيين تجديدا لبيعة القائد وانطلاقة متجددة لمتابعة مسيرة البناء والعطاء بتفان واخلاص ونكران للذات ومواجهة كل التحديات ... ولأن هذةه المناسبة تعني لنا جميعا أن ننتمي عملا وقولا لكل ذرة تراب من تراب هذا الحمى العربي الهاشمي، وأن نكون المخلصين الأوفياء لهذه الأرض المباركة وترابها الطهور كل في موقعه، نحترم دستورنا القوي، ونلتف حول قيادتنا الهاشمية عنوان سيادتنا، ونحافظ على وحدتنا متمسكين بالثوابت الوطنية لنرد كيد الحاقدين الى نحورهم، وليبقى الأردن بعون الله الوطن الأغلى والأبهى والحصن القوي عالي الشأن وموفور الكرامة.
وأستأذن جلالة مولاي المفدى لأقول: يشرفني يا مولاي وزملائي أعضاء في جمعية أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية أن نرفع الى مقامكم السامي أسمى آيات التبريك والتهنئة بمناسبة عيد ميلاد جلالتكم الميمون سائلين الله تعالى أن يمتّعكم بموفور الصحة والعافية، وأن يعيد هذه المناسبة السعيدة على أردننا الغالي الأسرة الواحدة الموحّدة بالرفعة والسؤدد والإزدهار، وأن يديم نعمة الأمن والاستقرار. ودمتم يا مولاي القائد الرائد لشعبكم الأردني الوفي ولهذا الحمى العربي الهاشمي الأبي، نترسّم خطاكم ونلتف حول عرشكم المفدى ونردد ونقول بلسان عربي مبين وبقلب يلهج لكم بالدعاء الصادق والنقي الذي لا تشوبه شائبة وكل عام وأردننا بأمن وأمان وشعبك الوفي بخير ودمتم يا
مولاي قائدا وسيدا.
* رئيس جمعية أعضاء الهيئة التدريسية
جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية