أعداء الصحافة الالكترونية قادمون
عمر شاهين
30-09-2007 03:00 AM
ملاحظة قبل قراءة المقال :
( قبل أن إرسال المقال قرأت خبر فصل الزميل باسل العكور من التلفزيون الأردني وكنت أتوقع مثل هذا التصرف سميا بعد القضاء على مشروع " atv" وفشل قانون حصار الصحف الورقية، ولعلي مع شغفي للدفاع عن جندي عمون المجهول باسل العكور ،إلا أني لم أؤجل ذلك المقال بل اعتبر هذا المقال مقدمة للمقال القادم لأني توقعت مبكراً ابتكار أساليب ضغط غير مباشرة على الصحف الالكترونية وجاء قرار الفصل لباسل العكور مبكرا بل أكثر وأسرع مما توقعت ).يخطئ من يظن أن الحكومة والمطبوعات والنشر وحدهما يودان حشر الصحافة الالكترونية في زاوية المراقبة، فالكثيرون سينضمون قريبا إلى أعداء هذا النوع الجديد من الصحافة بل هناك الكثير ممن يكرهون شمس الحقيقة لإنها سوف تفضح ظلامهم .
فالصحافة الالكترونية تختلف جذريا عن الورقية لأن الخبر يتناسب مع عصر السرعة وتوزيعه وقراءة ردة فعله تتخطى الزمن القياسي فخلال دقائق معدودة ينتشر الخبر ، ولا يمكن لأي حافلة أن تجمعه من أكشاك الصحف كالماضي.
ولعل نموذج "عمون" أكبر الأدلة على تخلص هذا النوع من الصحافة من أي قيود أو سيطرة ،فالصحافة الورقية تحتاج إلى دعم مادي يخفف من خسارة المبيعات، وأجرة المبنى ،ف"عمون" مثلا كصحافة الكترونية ،لا تحتاج إلى ذلك الكم من الدخل المشابه لأي صحيفة ورقية حتى تستمر ،فجهازي " لاب توب " ومحررين مخضرمين يكفيانها، مما يجعلهما متحررين من الضغوط التي تمارسها الحكومة وبعض الشخصيات ،بعوائد الإعلانات ولكن أساليب ضغط شخصية كما حصل مع باسل او قد يحصل مع سمير الحياري مستقبلا.
والقارئ هنا ليس عرضة ، لعشرات الأخبار التي تفرض عليه، وكميات هائلة من الورق لا يعرف أين يذهب به.
وهذا دافع للحكومة والصحف أن تتفهم الواقع الرقمي لن حصاره لن يفلح أبدا والتضييق لن يجلب بنتيجة .
وما فعلته المطبوعات والنشر يظهر أن الحرب ضد الصحف الالكترونية بدأت، لولا تدخل جلالة الملك الذي عهدناه نصيرا للحرية ، ولكن هذا لا يعني أن الطامسين للحقيقة سوف يصمتون بل ستتخذ وسائل الحصار أشكالاً جديدة.
ولعلي بعد كتابة قراءة مستديمة في الصحف الأردنية ؛ أجد نفسي محبطا لعدم من يتجاوب مع ملاحظات الصحفيين والكتاب حول ما نشاهده ونراه، بل وبدل ترك الساحة على ما هي يحدث كل فترة التفاف على الصحافة ،تارة عبر مجلس النواب وقانون حبس الصحفيين- فقد أصلح النواب كل أحوال الشعب ولم يتبق سوى الصحافة - ، وتارة عبر قضايا يرفعها الوزراء بحجة استهداف شخصي ،بدل أن يجيبوا على ما كتب عنهم .
فمنذ أن ظهرت الصحف والمواقع الرقمية حتى رأى الواحد منا فرجة له في هذا العالم السريع الذي لم يعد يسمح بتأخير مقال إلى نهاية أسبوع أو انتظار دور في الصحف اليومية .
في عصر السرعة قد يبدوا مقالك أو خبرك مكررا و باهتتا إذا ما تأخر لساعة أو ليوم ،في ظل هذا الضخ الهائل الذي تقوم به وسائل الاتصالات المرئية والمقروءة .
بصراحة وقراءة واقعية لا يوجد حرية متطورة في الصحافة ، أو مكاناً للإبداع ، بل هي شللية و دكتاتورية محضة ، تتحكم فيها سيطرة الإعلانات على صحف يومية التي يغلب فيها الخبر العام ، والعلاقة الشخصية و إلا ماذا يفسر وجود نفس الكتاب في الصحف منذ تأسيسها إلى يومنا "كوتة" مسيطرة ولا أجيال جديدة تظهر على الساحة ولن اتحدث عن كيف طفشتنا بإبداع الصحف اليومية أستثني منها صحيفة الغد لأنها لها فضل شخصي على كتاباتي .
هنا جاءت الصحافة الرقمية لتخدم الكاتب المظلوم والقارئ الملهوف عند سماع الخبر،فلم يعد حتى للصحيفة اليومية تأثرا في هذا العصر الرقمي ، المتسارع، هذا عالميا فما بالك محليا، وقد صار يقرأ المواطن آراء ومقالات تختلف نكهتها عن الكتاب العاديين التقليدين الذين حفظنا أفكارهم وآرائهم ،كما صار بإمكانه أن يقرأ آراء المواطنين الأردنيين على الحدث وتعليقاتهم، ففي ظل تقصير للاستقصاءات التي تغيب عنا لنعرف ماذا يفكر الشعب الأردني ، شغلت المواقع الالكترونية ولو حيزاً صغيراً من هذا .
ومع ذلك فقد ظلت الصحف الالكترونية محافظة على الالتزام في الخبر والرسالة الوطنية في الدفاع عن الوطن لا من يشغل بعض الوظائف في الوطن ويظنون أن انتقادهم انتقاصا للوطن .
ومع ذلك فأني أؤكد للحكومة بأن هناك زمرة من الكتاب يشعرونها أنهم الوحيدين الذين يكتبون دفاعا عنها وأن باقي الشعب يكرهها، أو غير منتم، ففاجأت الصحف الالكترونية الحكومة والشعب بأن الكتاب المغمورين والمحرومين وطنيين ، ولكن ليس على شكل قالب جاهز بل وطنية المواطن الغيور الذي لا يكذب في نقل الواقع الذي يجب أن تعرفه الحكومة خارج نطاق الدوار الرابع ، وخارج نطاق كتاب شوارع عمان الغربية.
ولترجع الحكومة إلى مقالات صحف التي كانت تقول للحكومة (الوضع عال العال )والى ثورة الأعلاف الأخيرة ، و تراجع تعليقات الناس أسفل مقالات وأخبار الصحف الالكترونية التي كانت تنبئ بها وتصدق مع الحكومة لأنها الرأي الحقيقي للناس وليس رأي كاتب موظف .
يا دولة معروف البخيت اترك الصحف الرقمية أو الالكترونية وشأنها فهي مصباحك السحري الذي يخبرك بحقيقة المجتمع وصدقني ان القمع والمنع لم يعالج خطأ يوما ما يترك الجرح ينزف أكثر تحت غطاء الشاش (كن معها لأنها معك في تقديم الحقيقة وآراء الأغلبية الصامتة) لأننا نعرف ماذا تعني الرقابة في وطننا العربي وبل واصطف بجانبها ضد الطامسين للحقيقة وتذكروا أن المعركة بدأت ولم تنتهي بعد .
Omar_shaheen78@yahoo.com