وهل بعد هذا الفساد من فساد .. !
جهاد المومني
29-01-2012 05:44 PM
ملفت للانتباه خبر يتردد منذ ثلاثة اسابيع عن الموسم المطري الجيد المبشر بالخير , حتى انني اجد الخبر بحد ذاته طريفا ومضحكا ومحزنا بنفس الوقت ,فعن اي موسم زراعي تخبرنا وسائل الاعلام بالاستناد الى مصادر في وزراتي الزراعة والمياه ,هل بقي من الزراعة البعلية في الاردن ما يمكن الاستبشار به ليسد احتياجات الاردن من العنب والتفاح والتين وبطبيعة الحال الزيتون ,وهذه هي المنتجات المعنية مضافا اليها البلوط وجميعها قابلة للحياة والانتاج في المواسم الممحلة ولا تحتاج لاكثر من شتوة واحدة ,فما نعرفه منذ ايام الطفولة ان كل هذه المزروعات لا تحتاج الى أكثر من اجواء رطبة كي تزهر وتثمر ,اما القمح – وهو قضيتنا - فانتهى امره من زمان بعدما اصبحت سهول اربد الخصبة الارض المختارة الانسب لبناء الجامعات والمستشفيات والفلل وحتى صالات الافراح وكراجات السيارات,فعن اي موسم زراعي مبشر يتحدثون في الاخبار ,وما الذي ابقته ابنية برنامج التحول من الارض الطيبة القابلة للزراعة والانتاج في اربد ومادبا والبلقاء وجرش وعلى طول الوطن وعرضه..!؟
ليس عندنا الا القليل من الاراضي الزراعية وليس عندنا قانون يحمي ما بقي من هذه الاراضي من القضم والاغتصاب لبناء المستوطنات السكانية الصغيرة والكبيرة عليها ، وإذا وجد هذا القانون فهو غير نافذ ، فالحكومات التي حرصت على تفعيل قوانين الاعتداء على أراضيها تتفرج على جريمة الزحف العمراني كما النار في الهشيم يأكل التربة الطيبة ويخنقها بالإسمنت والإزفلت .
في اسرائيل الغاصبة لاراضي العرب قانون غير قابل للخرق يمنع البناء في أي مكان يمكن ان تعيش فيه شجرة فحتى العرائش ممنوعة في الاراضي الزراعية ..!
عمان زحفت في كل الاتجاهات وكبرت «أفقيا» على حساب الأرض المزروعة ، وابتلعت اربد سهلها الخصب وسمحت الحكومات بانتحار الشمال وغرقه في موطن القمح والخير منذ الأزل.
لا يبدو المستقبل مبشرا حتى لو اعلنت دائرة الارصاد الجوية خلاف ذلك ,فالأردن سينتهي «زراعيا» في غضون عقدين من الزمن لان المدن والقرى تكبر على حساب المزروع وبالتدريج سنتحول الى تجمعات كبيرة نستورد كل منتج زراعي بما في ذلك النعناع . فمن يهرع لنجدة الأرض الطيبة من الإسمنت والإزفلت !؟
هذا برنامج عمل للأحزاب الأردنية التي يبدو إنها تغيب عن مشاكلنا الملحة بينما تسجل حضورها الدائم في المهرجانات السياسية والاعتصامات ,وليكن هذا شعارا لحراك الشارع فالاصلاح يبدأ بحماية الارض التي نعيش عليها وندفن فيها ، ومطلوب هذا العمل من نوابنا المتحفزين لمحاسبة الحكومات على عدم الإنجاز ,وفي محاربة الفساد ,وهل بعد جريمة قتل الارض من فساد .!
(الراي)