الأردنيون يعرفون جيدا ملكهم ، فهو الاقرب الى نبضهم وبصر عيونهم، واشراقة يومهم، وابداع فكرهم، وعندما تحتفل الأسرة الأردنية بالعيد الخمسين لميلاد مليكهم عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه فانهم يتطلعون بثقة كبيرة إلى المستقبل مستبشرين بما تحقق من انجازات فاقت التوقعات وبرهنت وجسدت محبة الشعب لقائدهم وثقتهم بقيادته النموذجية .

عيد ميلاد الملك عند الأردنيين ليس كرنفالات واحتفالات، ولكنه تذكير بالدور المميز الذي يقوم به الملك في ارساء قواعد الوحدة الوطنية النموذجية المسيجة بين ابناء الوطن التي ساهمت في اعلاء البنيان وتحقيق أعلى المراتب والإنجازات في المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية والاكاديمية.

عيد ميلاد القائد مناسبة تعيش في الضمير والوجدان تؤكد أن مسيرة التنمية والعمل المتواصل تزين مسيرة هذا الوطن وتوفر الحياة الكريمة لكل المواطنين ، فمنذ تسلم الملك سلطاته الدستورية في السابع من شباط 1999 وهو ينتهج مدرسة تنموية لا تجد على المستوى العالمي قائدا او زعيما يطبقها على ارض الواقع ، مدرسة تنموية تقوم على نهج " ميداني ، مبادر ، موجه ، متابع، قدوة " فشخصية الملك القيادية تتسم بالعقلانية - القانونية, عقلانيتها القادرة على التحليل والمنطق والتوازن والتحاور مع الآخرين, عقلانية الأولويات والتسلسل في الخطوات، عقلانية التواضع والأعتراف بالآخرين وقدراتهم. وتنفيذ الاولويات التي تؤكد أن الانسان اغلى ما نملك ، واننا على قدر اهل العزم ، ومع فرسان التغيير ، ومع الاصلاح والتغيير، وأن الوطن عطاء وعمل وإنتماء وأسرة واحدة في وطن نموذج ، قيادة الملك تنموية تنطلق بثقة وايمان كبير بان الأردنيين يشكلون الاسرة النموذجية في عملية التطوير والتحديث والتغيير الايجابي بمشاركة متفاعلة كافة فئات المجتمع بمختلف ميادين العمليه التنموية، ومن تشرفوا بالعمل مع الملك يعرفون جديته وحرصه الشديد على استثمار الوقت والجهد لخدمة الوطن ، يعرفون طيبة الملك وحنانه وكرمه واهتمامه في قضايا الوطن والمواطنين وخاصة سكان القرى والمناطق البعيدة والنائية، وحرصه على توفير التعليم والصحة ومواجهة الفقر والبطالة ومدى حبه واعتزازه بشباب الوطن وتاكيده على تأهيلهم وتدريبهم وأعداد قيادات فاعلة منهم قادرة على المبادرة وصناعة الحاضر والمستقبل ، وترسيخ ثقافة العمل التطوعي لديهم بما يخدم قطاعات مختلفة تحتاج إلى الدعم والمساندة من اجل ترسيخ روح المبادرة والعمل الاجتماعي وتعزيز العلاقة بينهم وكافة فئات المجتمع. وفي المقابل من يخرجون عن الأنظمة والقوانين ويتسلقون ويقتنصون موقعهم كي يحققوا مآرب شخصية ومكتسبات مادية بحكم موقعهم في العمل ، أو تحت ستار ارادة مليكة صدرت لتعينهم في موقع من مواقع العمل، ويستغلون هذا الموقع فالملك قالها بالبنط العريض " لا يوجد توجيهات من فوق " ، والذين حققوا مكاسب وتطاولوا على المال العام وغسلوا الأموال كانوا واهمين انهم فوق القانون وفوق المساءلة، والرؤوس ستتدحرج لأن من يخون ثقة الملك ولا يحترم الارادة الملكية التي صدرت بتعينه في هذا الموقع لن يحترمه الأردنيين، كونه خان ثقة الملك ، وتطاول على حقوق الأردنيين .
نحن نتنسم عبير هذه المناسبة الاغلى والاعز ،يوم ميلاد الملك ، يوم شموخ وعز وفخر ، فقد استطاع جلالته بحكمته أن يضع هذا الوطن المحدود الموارد على خريطة العالم الكبير الغني بالموارده والامكانات والثروات ، ويجعل من الأردن دولة شريكا في القرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والتكنولوجي، وموطن استقبال العلماء الكبار من الحاصلين على جوائز نوبل في مختلف المجالات، ومحط انظار كبار المؤتمرات والمنتديات الدولية ، ورغم الظروف الصعبة والأخطار والأعاصير التي عصفت بالأمة في اكثر من مرحلة من مراحل عمر هذا الوطن؛ إلا ان الوطن يتقدم ويحقق الانجاز والاصلاح على الطريقة الأردنية الحضارية التي لا تغلب فئة على فئة ولا حزب على حزب ، ولا مطالب على مطالب ، فالوصفة الاردنية في الاصلاح وحدت الأردنيين بمختلف امزجتهم على حب الملك يبادلونه العشق بالعشق والوفاء بالوفاء . في عيد ميلاد القائد المفدى تتوجه قلوب الأردنيين والسنتهم بالدعاء إلى الله أن يحفظ ملكهم ، في مدارسهم وجامعاتهم ومصانعهم ومختلف مواقع العمل والانتاج ، والأردنيون دوما محط فخر وشموخ واعتزاز، وحتى المتظاهرين والمحتجين على سياسات الحكومات نلمس في مظاهراتهم واحتجاجاتهم وخروجهم للطرقات العامه اجمل معاني التظاهر والاحتجاج البعيد عن الفوضى والغوغائية الذي قد يشوه صورة الوطن ، لأن صورة الاردن في المحافل الدولية رسمها الملك باجمل الصور ولا يسمحون لمن كان النيل والتأثير على سمعة الوطن ، والأردنيون يعرفون مليكهم ، ويقدرون خطواته ، ومحاسبة الفاسدين والمفسدين بغض الطرف عن مكان عملهم ومكانتهم الاجتماعية وصلاتهم القرابية خطوات نلمسها على أرض الواقع. وهي توجيهات من قائد يحرص على صنع العظماء ويصنع منهم وطنا عظيما، وكان الملك عبدالله وسيبقى عنوان الرجولة والمحبة وحادي المسيرة ولا اقل من ان نحتفل بهذه المناسبة ونتضرع الى المولى ان يحفظ جلالته ويمد في عمره، وستبقى الأسرة الأردنية الواحدة تفتخر بملك الوطن وعنوان رقيه وتقدمه .
مسك الكلام ،،، في عيد الملك نضيء شمعة، نغرس شجرة، نعلن انجاز ، نؤسس مشروع، وندشن اختراع ، ونؤسس لمسيرة تقدم واصلاح ، نقهر المستحيل، ندحض الاشاعات ، فالاشاعة لا تطار الا الدول الناجحة ، ونتمسك بالوطن ، ونحافظ على استقراره وانجازاته، وننظر إلى المستقبل بطموح كبير. هذه طريقتنا للاحتفال في عيد ميلاد الملك ، طريقه تقرب الى فكر الملك وتحقق طموحاته .


اكاديمي، تخصص في علم اجتماع

ohok1960@yahoo.com