فقد الأردن رجلا شجاعا من رجالاته ، رجل عرف بوطنيته وحبه الجم لثرى الأردن الحبيب ، لقد كان الشيخ سامي مثالا للرجل المتواضع ، يتفقد المحتاجين ، ويقف إلى صف المظلومين وينافح عن الحق .
إن القلب ليحزن ، وإن العين لتدمع ، وإنا على فراقك يا أبا الرائد لمحزونون ، ماذ نقول في قدر الله وقد جاء ليمتحن صبرنا ، يمتحن القلوب التي أحبتك ، وأصغت لنصائحك ، وتنسمت طهر روحك النقية النادرة ؟؟
نعود لك ، نطلب منك الرأي والمشورة ، فنجد قلبك يا أيها الغائب الحبيب مشرعا لهمومنا وآمالنا وموجها أمينا لمستقبل لواء الشونة الجنوبية ..
أبا الرائد ، ألا إنني لأستميحك العذر ، وقد أوصيتني بالصلابة تجاه المحن ، إنني لا أستطيع الصمود أمام مصابي فيك ، وها هي الدموع تتناثر وها هو القلب يسأل : أين أنت ..؟
أيكون غيابك حلما ؟
إنني لا أريد أن أصدق للحظة أنني افتقدك ، للحظة أنك ستجيء إلى بيتي في الغد برفقتك نجلك الرائع أمير ، ونحتسي في باحة منزلي القهوة ، ويصغي القلب لكلماتك العذبة الجميلة ..
أبا الرائد :
لم تكن والدا لرائد وأمير فحسب ، والله كنت أبا طيبا ، حنونا لكل أبناء لواء الشونة ، فكم رفعت من ظلم ، كم ساعدت من فقراء ، كم وقفت إلى جانب مظلوم ، ما كدت تسمع معاناته حتى هببت نحوه من حيث لا يحتسب .
ألا إن رجال الأردن الكبار مثلك نادرون ، ويترك غيابهم فجيعة في شغاف الفؤاد ..
ماذا أتذكر يا أبا الرائد في حلكة غيابك المر ؟
هل أتذكر زيارتنا معا لوزير المياه ، وقد آلمك انقطاعها عن منطقة الكرامة ، إن وقوفك إلى جانب أهلك وأصدقائك لا يمكن أن يمحي مادام ثمة قلب ينبض ..
إنني أدعو الله لك بالرحمة ، وأدري أنك لا بد تسمعني الآن ، فروحك يا صديقي صامدة ، فذة ، حية بيننا وستبقى إلى الأبد ..
وأنت يا رائد ، إننا أخوة لك ، آلمنا غيابوالدك/ والدنا مثلما آلمك ، فصبرا جميلا والله المستعان ..
عزاؤنا الوحيد : أن تبقى روحك الطاهرة ترفرف بيننا ، تحثنا أن نكون أحبة على ثرانا الحبيب ..
أبا الرائد :
إنني لا أقوى الا أن أقول لك وداعا ، فإلى اللقاء في جنات الخلد يا صديق الفقراء ..
.....................................................................
الكاتب أكاديمي وكاتب، الشونة الجنوبية / الكرامة.