لا يرسل الاردن سفيرا الى تل ابيب منذ سنوات، وعدم وجود سفير اردني في اسرائيل، ملف تمت اثارته خلال زيارة الملك الى واشنطن، قبيل ايام.

اذ تثير شخصيات امريكية متنفذه للغاية لدى الكونغرس والادارة الامريكية موضوع عدم تعيين الاردن سفيرا في اسرائيل، تكتشف ان هذا الملف وفقا لمعلومات مؤكدة يثار خلال كل زيارة للملك الى واشنطن، في محاولة للضغط على عمان الرسمية من اجل تعيين سفير جديد.

الشخصيات التي اثارت هذا الملف استمعت الى رأي الملك في ما رد وزير الخارجية بصراحة قائلا انه كيف يمكن ارسال سفير الى تل ابيب فيما يتم تهديد المسجد الاقصى كل يوم، وفيما يتصرف الاسرائيليون بطريقة غير مقبولة ازاء باب المغاربة والمقدسات، وبقية الملفات في القدس المحتلة؟!.

اسرائيل تريد عودة السفير الاردني الى تل ابيب، وهذا الكلام الذي تسمعه من الشخصيات الامريكية صدى لرغبة تل ابيب الرسمية، التي تعاني من انخفاض التمثيل الدبلوماسي لدول اسلامية، وتريد ايضا ان تواصل استيطانها وتهديدها للقدس، وبناء المستوطنات فيها، وتغطية ذلك بوجود سفير اردني في اسرائيل.

على العكس لربما يجب سحب كل البعثة الاردنية في تل ابيب، وتجميد العلاقات وقطعها لاحقا، لاننا شهدنا بأم اعيننا ماذا فعلت كل من تركيا ومصر، والمسؤولون الرسميون في عمان يقولون انه لولا العلاقات مع اسرائيل لما تمكنوا من مساعدة الفلسطينيين في الضفة وغزة، وانه لولا هذه العلاقات لما تمكن احد من الضغط على اسرائيل بشأن ملفات مثل الاقصى.

غير ان هذا الكلام لن يثبت امام ما تفعله اسرائيل على ارض الواقع من اعتداءات يومية على حياة الفلسطينيين. وهو لم يثبت سابقا، لان اسرائيل تفعل الذي تريده في نهاية المطاف، ولا تقف مطولا عند هذه الحسابات.

اغلب الظن ان الكلام الذي نسمعه في واشنطن صدى لما تريد اسرائيل ايصاله الى الاردن عبر لوبيات امريكية نافذة، وعبر شخصيات امريكية، وجدت في قصة السفير الاردني في اسرائيل فرصة للتملق لتل ابيب، وفرصة للتقرب وتقديم الخدمات الى اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، خصوصا، وان واشنطن امام عام انتخابي ساخن.

ارسال سفير اردني الى تل ابيب، كارثة سياسية، اذا حدثت في هذا التوقيت، وهذا قرار خاطئ جدا، احسب ان عمان الرسمية لن تتورط فيه، لانها تعرف ما الذي تريد تل ابيب ان تحققه عبر اتخاذ مثل هذا القرار.


(الدستور)