الرهان على نوايا إسرائيل؟!
سلامه العكور
20-01-2012 04:45 AM
من الواضح ان مفاوضات عمان بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي تحظى بدعم اردني، وبدعم اللجنة الرباعية.. فالملك عبد الله الثاني يؤكد سعيه لتمكين الفلسطينيين والاسرائيليين من الوصول الى حل شامل.. والرئيس الاميركي باراك اوباما يشيد بجهود جلالته من اجل تحقيق السلام في المنطقة.. لكن بموازاة هذه الجهود والمساعي السلمية فان قوات الاحتلال الاسرائيلي تشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية في اوساط الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة.. وتصادر «117» دونما من شعفاط وبيت حنينا لبناء المزيد من المستوطنات التي تشكل عقبة كأداء في طريق عملية السلام.
وفي خطوة اسرائيلية اخرى لتقويض عملية السلام، قررت رئاسة الكنيست الاسرائيلية يوم الثلاثاء الماضي منع النائب احمد الطيبي من تقديم قانون لتعريف القدس عاصمة لفلسطين وللامة الاسلامية.. وذلك ردا على اقتراح قانون قدمه اليمين الاسرائيلي يقضي باعتبارها عاصمة الشعب اليهودي.... مما يؤكد النوايا الاسرائيلية الخبيثة ضد اقامة دولة فلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني... ويؤكد ان اسرائيل لا تريد السلام...
فهي تحرص على كسب المزيد من الوقت لبناء المزيد من المستوطنات وصولا الى بسط سيطرتها على كامل الارض الفلسطينية..
ولكي تحقق هذا الهدف فانها تسعى لتكون صاحبة القوة العسكرية الضاربه التي لا تضاهيها قوة اخرى في المنطقة..
لذلك تواصل ممارسة الضغوط على الادارة الاميركية من اجل عدم الاكتفاء بالعقوبات التي تفرضها واشنطن والعواصم الغربية على حكومة طهران.. بل من اجل دفع واشنطن الى شن عدوان عسكري على المنشآت النووية الايرانية بحجة انها منشآت لبناء اسلحة نووية.. وهكذا سياسة عبثية قد تفجر في المنطقة حربا قد يكون من الصعب جدا ادراك دائرة اتساعها..
لقد ثبت على امتداد العقود الستة الماضية ان اسرائيل لا تريد السلام.. وقد اجهضت جميع مبادرات السلام وبخاصة المبادرة العربية.. وترى ان الحروب كفيلة بانهاء الصراع العربي - الاسرائيلي في صالح الاطماع الصهيونية في الاراضي والثروات الفلسطينية والعربية.. ولكن حسابات مفكري اليمين الاسرائيلي ليست سوى اوهام سرعان ما تبددها حقائق الصمود الوطني الفلسطيني ونهوض الأمة العربية الوشيك.. وعلى قادة اسرائيل من سياسيين وعسكريين ان يقرأوا جيدا ما تحمله رياح الربيع العربي من تطورات..
(الراي)