الأصلاح في الأردن بين الأنصاف والأجحافابراهيم سلامه
19-01-2012 04:01 PM
وأنا أتابع الحراك الموجود في الشارع الأردني وجدت الكثير من النقاط المضيئة في مسيرة الأصلاح والمطالب المشروعة في تسريع آليات تطبيقه من قبل حكومة د. عون الخصاونة التي تعهدت بتطبيقه على أتم وجه . ففي البلدان المستقرة نسبياً يبدأ التفكير بكيفية تطوير القوانين وتعديل مايمكن أن يشكل عائقاً أمام تطبيق العدالة الأجتماعية والعمل على رفاهية المواطن وبناء الأسرة الآمنة وصولاً إلى وطن أمن يشترك في بناءه الجميع بأعتبارهم جسد واحد إذا أشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى . ولعل الحكومة طرحت حزمة من الأصلاحات الدستورية وأعادت النظر في بعض القوانين والتشريعات . منها قوانين الأنتخابات وتشكيل الأحزاب والسعي الجاد لأجتثاث الفساد ومحاربة ومحاكمة المفسدين . بالأضافة لبحث الحكومة الدؤوب عن ارضية مشتركة مع القوى الفاعلة في الحراك الشعبي لتطويق الأزمة وإيجاد المناخ المناسب للتفاعل الوطني مع ضمان حرية التعبير والحراك السلمي شريطة عدم المساس بهيبة الدولة وأمنها أوالأعتداء على الممتلكات والمؤسسات الحكومية والعامة وبخاصة الحرم الجامعي الذي أصبح المساس بحرمته ظاهرة تستوجب العلاج لما له من قدسية لايمكن باي حال من الأحوال المساس بها . و تحويله إلى ساحة لتصفية الحسابات وأبراز العضلات لأنه ميدان لأكتساب العلم والمعرفة وتطوير العقول ووتهيئة الطاقات الشابة التي يقع على عاتقها بناء مستقبل الوطن و دوران عجلة تقدمه . لذا يجب أن يبقى هذا الحراك ضمن حدوده السلمية لأن الغاية والمبتغى منه بالتأكيد تعزيز مكانة الفرد وتحقيق العدالة في المجتمع وتقوية الحالة الجمعية بين أبناء الوطن الواحد . بعيداً عن الأفراط والتفريط . ومما لاشك فيه أن الأردن يمتلك عناصر الأصلاح والتنمية . لما يزخر به من موارد بشرية وكفاءات علمية وفكرية وثقافية وسياسية . قادرة على البحث وإيجاد السبل الكفيلة لأجتياز الأزمات التي يمر بها الأردن والتي هي أنعكاس طبيعي للأزمات التي تعصف بالعالم والمنطقة . كان أشدها وطأة الأزمة الأقتصادية التي بدأت قبل عقود وتفاقمت مع أحتلال العراق وماتلاه من أحداث دقت ناقوس الخطر . والتي وصفها رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس بقوله " بعد أن ضربت الأزمة أولاً الدول المتقدمة ثم الأقتصادات الصاعدة . ها هي الآن تضرب الدول الفقيرة والأكثر ضعفاً . ما سيهدد الأنجازات الكبيرة التي حققتها هذه الدول في العقد الأخير في مجالات التنمية والنمو الأقتصادي ومحاربة الفقر والأستقرار السياسي وما تلاه من أحداث وصولاً إلى توقف خط أمدادات الغاز من مصر بعد الثورة المصرية . واليوم ونحن نشهد صراع النفوذ الأمريكي الأيراني للأستحواذ على المنطقة ومقدراتها والتهديد الأيراني بأغلاق مضيق هرمز والذي أثر سلباً على أمدادات الطاقة وأسعار النفط ومشتقاته التي أرتفعت عالمياً وأزدادت معها تحذيرات المؤسسات المالية الدولية من أحتمال أزمة أقتصادية عالمية جديدة . على ساحلي الأطلسي وأمتداد آثارها إلى بقية دول العالم . ويرى خبراء الأقتصاد أنها باتت شبه مؤكدة وستكون أشد وطأة وأطول مدة في تأريخ العالم . وبات أفلاس البنوك الأوربية التي تعاني من أزمة سيولة حادة مطروحاً أكثر من أي وقت آخر وبخسارة تبلغ 50% من السندات الحكومية . أضافة إلى التهديدات التي يواجهها الأردن من خلف الحدود والمحاولات اليائسة لزعزة أمنه وأستقراره فهو أصبح في مواجهة دولتين توسعيتين هما إيران بعد أن ملئت الفراغ الأمريكي في العراق وإسرائيل اللتان تجتمعان على عداء وتهديد معلن للدول العربية وخصوصاً الأردن . كل هذه العوامل قد تبطئ في وتيرة تطبيق المشروع الأصلاحي الذي أعلنته حكومة د.عون الخصاونة . مع ما نشهده من خطوات عملية على الأرض أهمها أنجاز قانون الأنتخابات والمحكمة الدستورية والتشريعات المنظمة للإعلام وحرية النشر وتعزيز العمل النقابي . ومن هنا بات لزاماً على الجميع أن يقف أمام بعض الظواهر السلبية والتي يحاول من خلالها المقامرون بمصير البلد إلى جر الحراك الشعبي السلمي المطالب بالأصلاح إلى حالة أحتراب داخلي . قد يضر بصورة المجتمع الأردني وتقويض أواصره . وعلى العقلاء قطع الطريق أمام المتصيدين بالماء العكروالحفاظ على الوطن ووحدته ولحمة شعبه وسلامة أرضه ومحاربتهم بالطريقة التي تتم فيها محاربة الفساد والمفسدين لأن الأمران هما بذات الضرر . ولنكون قد دخلنا مرحلة جديدة في تأريخ الأردن الحديث . فيها نهضة سياسية تستند إلى رؤية واضحة وموضوعية قائمة على أستكمال ماتم أنجازه خلال مسيرة بناء الأردن الحديث منذ تأسيسه كأمارة . بأرادة وتصميم على أن تكون كل السواعد الخيرة مجتمعة لبناء الوطن العزيز بناءاً حضارياً رائده المساواة والتسامح وأن يكون أمن ووحدة الأردن أرضاً وشعباً وهيبة الدولة والقانون . غاية ومطلب غير خاضع للمساومات وأن يكون الجميع كالبنيان يشد بعضه بعضاً وأن يعذر الأخ أخاه والوطن يتسع للجميع كما يتسع قلب الجميع للوطن .
|
مقال رائع للكاتب واعجبني ما قال في نهاية المقال وأن يكون الجميع كالبنيان يشد بعضه بعضاً وأن يعذر الأخ أخاه والوطن يتسع للجميع كما يتسع قلب الجميع للوطن .
هذه المقالة تطرقت الى محاور غاية في الاهمية منها ؛التركيز على الاصلاح المنشود في اردننا الحبيب بلد العرب جميعاً الاصلاء والشرفاء ؛أعجنبي أيضاً تركيزها على آلية الحوار الديمقراطي الذي نادت به الحكومةمع تلك الحراكات الشعبيةلرأب الصداع وجسّر الهوّة بينهماوصولاً لبقاء الاردن مستقراًوآمناً ..اشكر الكاتب على هذه المقالة المميزة اونتمنى له المزيد من والتألق والنجاح إن شاء الله تعالى
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة