المجلس الوطني الأردني (الأمريكي) .. نكتة سمجة!
د. سمير حمدان
18-01-2012 02:34 PM
تناقلت قناة الجزيرة مساء الثلاثاء 17/1/2012 في حصاد اليوم خبراً مفاده ان عدد من المعارضين الأردنيين تظاهروا أمام البيت الأبيض أثناء لقاء جلالة الملك مع الرئيس الأمريكي وطالبوا بإصلاحات ودعوا لتشكيل مجلس وطني أردني في محاكاة للمجلس الوطني الليبي والمجلس الوطني السوري. وأول ما سمعت الخبر خطر ببالي المثل القائل " ما بقي في الخم غير ممعوط الذنب" ، وأزيد في القول بأنني أشك إن كانت الكائنات التي لها ذنب تقبل بهولاء أعضاء في فصيلتها . سمعنا بكذبة نيسان ، ولكنهم تفوقوا عليها بكذبة جانفي على رأي الأخوان التوانسة . كنت أتمنى من الجزيرة إجراء لقاء مع أي منهم لنرى وجهه، ولكن لشدة قبح وجوههم لم يجرؤ أي منهم على الظهور أمام الكاميرا .
لا يعلم هؤلاء ان الأردن لم يكن بكامل قوته وعافيته مثلما هو الأن . فالبلاد تشهد ورشة من الحراك شعبياً وحكومياً تتقاطع وتلتقي على نفس الشعارات . والفرق هو في ترتيب الأولويات وتزمينها بما يؤمن عبوراً سلساً لمرحلة الإصلاح التي بدأها جلالة الملك وكان في كثير من طروحاته سابقاً للحراك وللحكومة على حد سواء . ولكن فصل القول أن العجلة بدأت تدور رغم ما يعترض سبيلها من عقبات . فالحكومة لأول مرة تبدي جدية كبيرة في محاربة الفساد ورفع الظام عن العباد . ولأول مرة ومنذ سنوات نرى حكومة قادرة على فتح خطوط الاتصال مع كل من له رأي وازن ، وأخص بالذكر الحركة الإسلامية الحزب الوطني والأكثر تنظيماً وجمهوراً في البلد . ولأول مرة نرى وزيراً للإعلام يحاول البرلمان سحب الثقة منه لا على خلفية ما يسببه من ضرر للأردن ,ولكن بسبب جرأته في الدفاع عن الإصلاح . ولأول مرة تشهد البلاد حراكاً واسع النطاق للمعلمين ، دون أن يخونهم أحد أو يتعدى عليهم أحد . وغداً قد نشهد حركة احتجاجية للجنة المتقاعدين العسكريين مطالبين بما يعتقدون أنه حق لهم .
كل هؤلاء أردنيون لا فضل لأي منهم على الأخر سوى بما يحمله من آمال لهذا الوطن الطيب ولأهلة القابضين على الجمر . كل هؤلاء لهم أصولهم وفصولهم ووجوهم وأقدامهم التي جابت ثرى الوطن من شماله لجنوبه . كل هؤلاء لهم زنودهم التي بنت ورفعت البنيان .
أتمنى أن يكون الوفد الصحفي المرافق لجلالة الملك قد تمكن من التقاط صور تبين وجوه بعض المتظاهرين .
وحينها سنعرف بالبنط العريض من هم هؤلاء . وآمل كذلك أن تكون هناك بعض الصور لخلفياتهم حتى نتأكد إن كانت زوائدهم الدودية قد تطورت لتصبح أذناب أم لا.