لا يشعر المواطن الأردني بفلس الريف ، أو فلسي الريف ، حين يدفعهما على فاتورة الكهرباء ، ولكنّ المواطن الذي تصله الكهرباء نتيجة لهذين الفلسين في الأرياف يشعر بحيوية المسألة ، وبدونهما نظنّ أنّ هناك عشرات الآلاف من الناس كانوا سيعيشون على “شمبر اللوكس” ومصباح الكاز ، دون أدنى اتصال بالعالم.
ولعلّ مشروع كهربة الريف واحد من أهمّ المشاريع التي دعمت تأهيل الريف الأردني ، وساعدت على استصلاح عشرات الآلاف من الدونمات ، وأسهمت في حلّ مشكلة السكن ، بل وقد تكون الحلّ التاريخي في الهجرة المعاكسة إلى الريف بعد أن اكتظت المدن بالناس.
فلسفة الأمر تقوم على مبدأ أن التكافل الاجتماعي هو العنوان ، فيدفع القادر مبلغاً قليلاً لا يشعر به ، في سبيل تحقيق الراحة الدنيا للمواطن الغلبان، وهناك الكثير من الدول التي تبحث الآن فرض ضريبة اجتماعية يدفعها الأغنياء لتصب في صالح الفقراء والعاطلين عن العمل، منها فرنسا ولبنان.
وليس سراً أن الفقر والبطالة يشكلان المأساة الحقيقية في المجتمع الاردني، ونحن ندعو هنا الحكومة ومجلس النواب الى فرض ضريبة اجتماعية تذهب الى صندوق يهدف الى مساعدة الفقراء بالمال، وتحقيق فُرص عمل للعاطلين.
(الدستور)