الأردنيون ليسوا طلاب خراب
نبيل غيشان
16-01-2012 02:40 AM
نفاجأ بين الحين والاخر بأسماء شباب تأتي من عالم الغيب لتصعد الى واجهة الاحداث عبر رفع شعارات متطرفة او القيام بتصرفات شاذة في بعض المسيرات الاحتجاجية من دون مقدمات او حتى من دون ان يعرف الناس عن تاريخهم اي شيء.
ويحاول هؤلاء المجهولون ركوب الموجة, واقحام انفسهم في مسيرات وعلى اشخاص لا يعرفونهم, بعضهم استطاع ان يفرض نفسه على الجماهير وبعضهم تم طرده وبدأ يتصرف فرديا, لكن للاسف هناك بعض القوى السياسية اخذت تشجع هؤلاء "الطارئين" عن قصد او من دونه, المهم ان يكون هناك حراك دائم حتى لو كان متطرفا.
وقد شهدنا بعضا من التطرف في الشعارات التي كانت تشير الى "اسقاط النظام " وبعضها كان يتعدى على الرموز الوطنية مثلما حدث في مادبا من حرق صورة جلالة الملك او كيل الشتائم باتجاهات مختلفة والتهديد بحرق عمان او غيرها.
فهل هذا هو هدف الاردنيين من حراكهم الشعبي ? هل هم طلاب اسقاط نظام ? ام هم طلاب شتائم ?
طبعا لا هذا ولا ذاك, فليس هدف المحتجين في الشوارع اسقاط النظام, بل هم طلاب صيانة النظام وتقويته عبر الاصلاح والتغيير من اجل توسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار وتحسين اوضاع الناس المعيشية.
اما من يطالب باسقاط النظام فهذا مغامر مرفوض من كل الاحزاب اليسارية والقومية والاسلامية, لان الامن والاستقرار نعمتان لا يمكن ان يغامر بهما عاقل من اجل القفز الى المجهول.
صحيح ان هناك من يدفع باتجاه الخراب والتخريب, لكنه معزول ولن يستطيع ان يدافع عن وجهة نظره ولن يجد مؤيدا بل سيجد شاجبين له ولافكاره, لان مصلحتنا جميعا لا تقررها شعارات متهورين.
بكل بساطة علينا جميعا العمل من اجل ان "لا يأخذنا الجهلة الى حيث لا نريد افرادا او مجموعات" ولا يجوز لاحد او مجموعة اشخاص ان يعتقدوا ان هتافاتهم تعبر عن توجهات كل الاردنيين, فالهتاف ضد الفساد او الاستبداد يجب ان لا يقود الى استبداد من نوع اخر, ومن يستلم "المايكرفون" يجب ان لا يتوهم بان الجماهير انتخبته للتو لمهمة تاريخية ملهمة!
ان التشدد والغلو في الشعارات والتصرفات يضر بالحراك الشعبي, ويجعل الكثيرين ينفضون عنه, ويعطي مبررا للتأزيم والعبث الداخلي.
nghishano@yahoo.com
العرب اليوم