هل يعقل ان يكون بيننا في القرن الحادي والعشرين حيث يجب ان يستفاد من جهد كل شاب وفتاة من يقول ويفتي ان عمل المراة حرام وخروجها من بيتها حرام وجلوسها خلف مقود السيارة حرام وان اكل الموز حرام وان الاستحمام كل يوم حرام؟
ما هذا الدوار الذي يصيبنا ويصيب وضعنا امام العالم عندما يقرا الناس عنا اننا ما نزال نجهل بناتنا ونحجر عليهن لاننا نعتبر وجودهن في الاماكن العامة عورة وان عملهن حرام فيا ايها العلماء كونوا عونا للناس لا سياطا عليهم وكونوا ممن يقولون قولا حسنا فيتبعكم الناس لا ان تنفروا فيترككم الناس ويرتكون ما تدعون اليه فتاثمون وتذهبون بما تدعون اليه الى مهاوي الردى.
لا تخرج المراة الى العمل لانها تحب ان تخرج في صباحات ماطرة متجمدة وهي تتلذذ في اضطهاد نفسها في مثل هذه الاجواء العاصفة بينما يعرفن ان من يسر الله لهن واعطاهن من أنعمه ظاهرة وباطنة يتنعمن في الفراش والطعام والشراب ولا تخرج النساء الى العمل لان لديهن فائضا من الاكل والشراب والمال وان ذهابهن انما ياتي بطرا واستعراضا امام الغير انهن يردن ان يظهرن بمظهر المُعاني الذي يحب ان يقاسي شظف الحياة.
اما الحديث عن الموز ودلالاته فهذه اخر تخريفة يمكن ان يسمعها او يصدقها ذو لب في هذا العالم الذي ياكل كبيره صغيره بلا هوادة او شعور بالذنب فنحن اناس لم نعد نفرق بين الحق والباطل لاختلاط الاشياء ولحبنا استسهال الاشياء للحصول عليها فما بال هذا العالم الذي يحرم اكل الموز او بيعه او عرضه وما شابه ذلك من كلمات ومواقف وهو انسان غير جدي حتى في فتواه.
وهل يمكن ان نصدق ان عالما في الشريعة يفتي ان الدخول الى بيت الفن الراقي من مسرح ودار عرض اقيمت في سلطنة عمان ان الاقتراب منها حرام وان التجوال فيها حرام وان المرور بجانبها حرام؟ هذه دار اوبرا ومسرح وغيرها من الفنون اقيمت خصيصا لاغراض انسانية وفنية في سلطنة تقليدية في كل شيء كان الهدف منها التنفيس على الناس والنشء الجديد وقد تجري فيها عروض عسكرية او مسرحية دينية او تربوية او تعليمية او حفلات تخرج لطلبة مدارس او جامعات ولكن العالم الجليل يطلع على الناس ليقول ان دخول دار الاوبرا العملانية حرام وان رؤية نقوشها حرام وان التجول فيها حرام فيا شيخنا هلا اعفيتنا من فتاويك وارحتنا من «هذرمتك» لتحتفظ بها لنفسك فانت حر في تذهب اليه بينك وبين نفسك؟.
اما حرمة قيادة السيارة على الفتيات فان هذا هو التخلف بعينه عندما يقال ان البنت اذا اخذت رخصة قيادة قد تذهب بها الظنون الى اشياء اخرى لا يمكن تخيلها الا في وضع انثوي فقط بينما ينسى الشيخ الجليل انه في لحظة ما تكون الفتاة الحاملة للرخصة اهم من كل الناس عندما تنقذ والدها او والدتها في لحظة حرجة فتذهب بهما او باحدهما الى المستشفى او الى فريضة او الى طائرة او الى مدرسة او جامعة ولكنك تريد ان تبقى ان تنعم بالاشياء وتترك البنت تلهو بما هو اعظم في البيت فلماذا هو مسموح لك وممنوع عليها فانت تقهرها ولا تحفظها في هذه الحالة.
ولكن بعض العلماء يابون الا ان يكونوا ابواقا فيحرمون ما يكرهون ويحللون ما يحبون وهنا تكمن الطامة الكبرى على مستقبل الاجيال.
hamdan_alhaj@yahoo.com
الدستور