الوقت هو جزء من حياتنا إن لم يكن هو كل حياتنا!!.. فإذا نحن ضيعناه ضاع بذلك جزء كبير من حياتنا، وإن استخدمناه جيداً فإننا نبني به حياتنا.. لذا فقد نرى بعد الأشخاص في الحياة من الذين لا يكفيهم وقتهم لقضاء مهامهم الكثيرة، فهم يحرصون على كل دقيقة حتى لا تمضي دون عمل نافع.
وهناك أيضاً نوع آخر من الناس من الذين يقضون وقتهم في التفاهات التي تزيد عن الحد المعقول لدرجة أنها تصبح مجرد مضيعة للوقت مثل الجلوس طويلاً في المقاهي، في حين كان بإمكانهم استخدام ذلك الوقت فيما يفيد.. هؤلاء الناس لا يعرفون قيمة الوقت، ولا يستخدمونه أبداً في بناء أنفسهم!!.. للأسف هؤلاء الأشخاص الذين لا يعرفون كيف يستغلون وقتهم في شيء نافع، فيدركهم الملل والضجر ويخرجون من بيوتهم بلا هدف يبحثون عن وسيلة يتخلصون بها من ذلك الملل، ويفرحون إذ يجدون ما يستطيعون به قتل الوقت وضياعه!!.. بينما قتل الوقت هو قتل جزء من حياتهم.
الوقت لا ينتظر أحدا وكل لحظة نمتلكها هي ثروة، لذا علينا أن نستغلها أكثر بالشكل الصحيح.. لكن هناك أشخاصاً في هذه الدنيا لا يضيعون وقتهم فحسب، وإنما يضيعون وقت الآخرين معهم.. ومن أمثلة هؤلاء من يتصل بغيره بالتليفون ويظل يتحدث ويتحدث إلى غير انتهاء ولايراعي وقت من يتحدث إليه، وهل هو متفرغ له أو لا؟!.. وهل هذه المكالمة تعطله عن بعض مسؤولياته الهامة.. فهو إذ لا يقيم أهمية لوقته فإنه بالتالي لن يقيم أهمية لوقت غيره وذلك عن طريق إضاعته بأحاديث عادية ومملة، والتي غالباً ما تكون في أمور تافهة لاتفيد قائلها ولاسامعها!.
إن إستغلال الوقت في العلم والعمل البنّاء هو ما يشعر الانسان بقيمتة.. فالوقت هو من أغلى النعم التي منحها الله تعالى للإنسان، ورغم ذلك نهمل كثيرا في إستخدامه بفاعلية وكفاءة، فالوقت مورد محدود ولا يمكن تعويضه بأي حال.. لذا علينا عمل التوازن بين وقت الراحة ووقت التعب، فهذا أمر مهم في حياة كل إنسان، فلا يتمادى في الراحة بحيث يصل الى الكسل والخمول، ولايتمادى في التعب بحيث يصل إلى الإنهاك والإجهاد.. الإنسان المعتدل هو من يجد الوقت في حياته لأُسرته وأصدقائه وللإسترخاء، ووقت آخر مهم للعمل والتزود بعلوم الحياة والتفكير البنّاء.
الوقت يعني الحياة بكل أبعادها وحياة الإنسان وعمر الشعوب من تقدم وازدهار يقاس بالوقت.. فالوقت مؤثر على كافة نواحي الحياة إجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، فإن مضت لحظة من الوقت لاتعود أبداً.. لذلك يعتبر الوقت هو الوعاء الحقيقي لكل عمل أو إنتاج، وهو رأس المال الحقيقي للفرد والمجتمع وبه تُبنى الأجيال وتتكون الحياة بأبهى صورها.. الوقت هو أغلى من الذهب والألماس بل هو الحياة بأجلّ معانيها وأزهى حللها فهو سر صناعة النجاح لإنجازات غد مشرق..!
www.diananimri.com
الرأي