عذرا يا قراء عمون فموعدكم القمع
عمر شاهين
25-09-2007 03:00 AM
أصابني الذهول ،وأنا أبحث عن التعليقات السابقة على شبكة عمون ، وأول ما بحثت عنه كانت التعليقات التي كانت تتواجد ، أسفل مقالاتي في كتاب عمون.
جاءت هذه التصفية بعد قرار الحكومة بمراقبة الصحف الرقمية ، خافت عمون على نفسها، وهذا حقها، فتخلصت من آراء الناس الجريئة الصادقة ،مثلما يتخلص المنطاد من أكياسه الرملية حتى يستمر صعوداً إلى الأعلى وهي تريد أن تظل ترتقي إلى حرية سقفها السماء .
حرية لا تريدها الحكومة بل تريد أن يظل الإعلام الأردني هابطاً فوق أرض مراقبة ممنوعة محصورة تنتظر هاتف كل خبر يطلب شطب تعليق أو مسح خبرا يعني فلانا أو يسئ لأخر، نسيت الحكومة ما فعلته عمون والشبكات الأخرى عندما هاجم الموسوي أردننا الغالي وكانت عمون أول المتربصين لمن يجرؤ على الحديث عن أردن البطولة وليست وقفتنا مع العراق وفلسطين بعيد، فلم تسمح لمرتزق أمريكي بالتطاول على شهامتنا وسمعة بلد يرأسها أحفاد النبي. .
لقد كنت أفرح جدا عندما يأتيني تعليق على أميلي الخاص ، يحمل رأياً حول أحد المقالات، ومعظمها كان يحمل صدمة وليس رأي من شاتم عبر إميل يستعمل لشتيمة واحدة، أو فتاة تظنني كاتباً ثريا أمتطي المرسيدس ، وأتعطر من "كريستيان ديور" وعلى يميني لاب توب وراتب يقفز خمس مائة دينار، وأخبرها الحقيقة أني كاتب لا أملك سوى ال –كي بورد تبعي - لتغادر دون رجعة ، أو رسائل تطرح مشكلة شخصية ليس علاقة لها بما كتبت .
عندما كتبت في عمون وجدت نفسي مختلفا أمام نقد فوري للأخطاء الغوية ، للمعلومات ، لطريقة طرحي ، شعرت نفسي ، أني أدرس في جامعة اسمها عمون ، وأناقش مقالاتي أمام قراء عمون ، واستعيد شهرة مقالاتي التي فقدتها منذ توقفي الاضطراري عن الكتابة في صحيفة الرأي قبل سنتين . صار لي قراء أشاهدهم في الشوارع أو خلال الجلسات الخاصة.
كنت أستلذ بكل تعليق حتى المهين منه أو الشخصي ،لأنه فحص حقيقي لصبري وانتمائي للكتابة الحقيقية ، حتى صارت مقالاتي وتعليقاتها مرجعا ألجأ إليه كثيرا عندما أختلف مع طرح ما فأدعو نظيري إلى أقرب كمبيوتر وأريه تعليقات القراء وما هي وجهة نظرهم الحقيقة.
كانت مرجعا حقيقيا جاء القرار ليمزقها وكثيرا ما كنت أعود لها لأراجع رأي ما صحح فقرة لي ، ولعل تلك التعليقات تعود فقد تراقب مصدر الإرسال ، ونفقد ذلك السجال الجميل الذي استمعنا به قبل قرار القمع ،الذي اعتبرته الحكومة احترازيا بل ، دفاعا عن الحريات و الأديان ولا اعرف متى تعرضت المواقع للأديان حتى يفرض هذا الحصار.
عانينا من قلة قراء الصحف الورقية وجاءت هذه المواقع المجانية لتعيد لنا قراءنا ، الذي سوف يرعبهم القرار أو يقلل من نكهة الصحف الرقمية .
فسبعين ضربة على الرأس تقتل ، و لا تؤلم فقط ،فنحن نعاني صداع دائم بسبب ضنك المعيشة التي صارت مستحيلة ، ولجأنا إلى الحوار الثقافي بطريقة سلمية أكثر ما اتبعها المهاتما غاندي ، ودافعنا عن البلد الذي نعيش فوق ترابه ، وندفع ثمنا لصحف تكتب آراء الحكومة فقط ، وندفع دينار لتلفزيون يقدم فرصة للعرب ، على حساب شعبنا الذي صار كل فرد به يبحث فيه عن فرصة الحصول على فنجان قهوة مجانا وليس شنطة سامسونايت ضاعت من رجل تحوي عشرة آلاف دينار كما كان يحلم شباب الثمانينات ، وتلفزيون حكومي يعرض برنامج رمضان معنا أحلى في الوقت الذي تعرض الأسواق على الشعب عروض رمضان السنة بالأسعار أغلى.
ومع ذلك صودر تلفزيون ( atv) وذهب لغيرنا التي كانت تريد الدخول إلى أحزاننا وفقرنا، وجوعنا، وتقدم تلفزيون بهوية أردنية وليس لبنانية ! وهنا ظهرت شجاعة الحكومة ، لسبب لم نعرفه ، أين كان تطبيق القوانين عندما ضاعت منا الشركات الكبرى وأهدرت الأموال على مشروع الكرامة !!!
أين الحكومة عن، وعن ،أفلم يبقى سوى الصحف الرقمية التي شكلت إبداعا، حقيقيا وأظهرت كم هو الإعلام الأردني ظالم ويدفن مئات المواهب ويكسر عشرات الأقلام ....فعذرا يا قراء عمون وعذر لكل من شرفني بتعليقه وأتعبته فلم أكن ادري أني موعدي وموعدكم مع القمع
وللحديث بقية مع مقال أوضح فيه هدف محاربة الصحف الالكترونية .
Omar_shaheen78@yahoo.com