جرت العادة في الاردن ان يتم تغيير محافظ البنك المركزي بعد عدد من السنوات أي ان هناك نهج معين يرسمه البنك المركزي وسياسات نقدية يطبقها تتوافق وتوجهات سياسة المالية العامة وتدعم عملية النمو الاقتصادي في مختلف القطاعات وحتى تتضح نتائج تلك السياسات والاستراتجيات لا بد من مرور فترة زمنية حتى تتضح الصورة ويتم تقييم الاداء ومعرفة الانحرافات عن الاهداف المدرجة ضمن الخطط المستقبلية ، يفترض عادة ان هناك كفاءة لدى البنك المركزي في استخدام ا ادواتها وصلاحياتها المختلفة سواء الكمية أو النوعية لتحقيق الاهداف المنشودة من استقرار نقدي والمحافظة على قوة العملة الوطنية وجاذبيته كوسيلة للادخار والتبادل ولمساعدة في تهيئة المناخ المناسب لعمل القطاع المصرفي بكفاءة ، اعتقد ان الاستعانة باصحاب الخبرة الطويلة في المجال الاقتصادي و المصرفي يتلائم ومتطلبات المرحلة الحالية الدقيقة والاوضاع الاقتصادية التي يمر بها الوطن حيث يجب ان يكون لدى اصحاب القرار النظرة الشمولية والمستقبلية والقدرة على التنبوء وتوقع تاثير اي قرار نقدي يمس القطاع المصرفي والقطاعات الاقتصادية المختلفة ، ان المرحلة الحالية حرجة وتطلب ان يكون المسؤول ذو خبرة عريقة وسمعة طيبة تتصف بالكفاءة والنزاهة حتى يكون مقبول من كافة القطاعات ذات العلاقة ويشجع على روح العمل الجماعي ولكن نتمنى ان يتم اعطاء الوقت الكافي لاصحاب مثل هذا الموقع الذين يشاركون في رسم السياسات النقدية والمالية ليحاولوا ابتكار حلول ووضع خطط تنهض بالاوضاع الاقتصادية النقدية الصعبة وتفعيل الدور الرقابي للمركزي على القطاع المصرفي ، نتمنى النجاح لادارة البنك المركزي الجديدة فالعبء ثقيل والمسؤوليات كبيره والمطلوب منكم الكثير وانتم اهل لذلك .