خطة الرئيس أوباما، كما أعلنها من البنتاجون وبحضور القيادة العليا للجيوش الأميركية، موضوع يجب أن نفهمه نحن في هذه المنطقة.. دون أن نقف عند تفسيرات فجة تتحدث عن خطة أميركية في مواجهة الصين، ذلك أن العراق والحرب، وأفغانستان والحرب وليبيا والحرب كانت هناك، وما تزال المنطقة حبلى بمزيد من الحروب والصراعات.
الخطة كما فهمناها من الرئيس الأميركي، أن هناك تغييراً حاسماً في التدخل العسكري الأميركي، وإذ لم يعد حشد ثلاثة أرباع المليون من جنود المشاة والبحرية لازماً لغزو مثل غزو العراق، فالحرب التي بدأتها الولايات المتحدة واستأنفها الحلف الأطلسي على ليبيا لم تكن بحاجة إلى جندي واحد لا من المشاة ولا من المارينز. فقد انهزم نظام القذافي بثمانين طائرة فقط!!.
.. أمامنا الآن إيران، وأغلب الظن أنها ستتلقى الضربة التالية بعد ليبيا، سواء أكان السبب محاولة إغلاق ممر هرمز وقطع النفط العربي والإيراني على السواء، أو كان السبب متابعة تخصيب اليورانيوم في مراكز التخصيب الإيرانية.
إن هناك قناعة إيرانية بأن الولايات المتحدة غير قادرة على حشد مليون جندي وشن حرب برية كالحرب على العراق. وهذه قناعة تريح ملالي طهران وآيات الله، لكن أذكياء تركيا يعرفون التغير الذي يحدث. فقد ذهب وزير الخارجية التركي إلى طهران وحاول أن ينقل تصوّر القيادة في أنقرة لأخطار الحرب أو الوصول إلى حافة الحرب. وأغلب الظن أن في دمشق شكوكاً بحجم الأخطار، وبانتظار خطاب الرئيس الأسد، فإن هناك توقعاً أو تهويماً بتوقع بتغيير في المواقف أولاً في موقف النظام من الاحتجاج الشعبي، وثانياً في محاولة تخفيف الصدام مع الغرب بتخفيف نوعية التحالف مع إيران!!. ومع أننا لم نسمع من قائد حماس أيَّ شيء استجابة لتكليف أمين الجامعة العربية، إلا أنه ليس في وضع مريح في دمشق أو في التحالف مع طهران!!.
تهديدات إيران بصوت مرتفع، هي أقرب إلى صفير الخائف في الليل. فالإعلام الإيراني ما يزال يتحدث عن حق إيران في تخصيب اليورانيوم وحيازة التكنولوجيا النووية السلمية، لكن السياسة العالمية لا تتعامل بالحق، بل بحجم القوة التي تضعها إيران خلف هذا الحق. ولعل أحداً في طهران لا يريد أن يفهم خطورة الخصم وقوته العسكرية التدميرية.
شن الحرب بتكنولوجيا الطيران، وعلوم الفضاء، حالة شهدنا فظاعتها في ليبيا، من حيث عدم إعطاء الخصم فرصة الدفاع عن نفسه، وعلى أرضه. وهناك في الجو رائحة مغامرات غير محسوبة.
الرأي