ليست لدينا أوهام أن المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية ستنجح او تثمر , إن عقدت في عمان أو في أية عاصمة اخرى...
المفاوضات تجرى تحت سقف متواضع من الآمال الضعيفة, ولا اعتقد انها ستعطي فرصة حقيقية للتقدم خطوة واضحة على طريق الحل العادل الذي يقود في النهاية إلى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس, لأسباب اقليمية ودولية.
الأسباب الاقليمية تتمحور حول نتائج »الربيع العربي« التي شغلت الجماهير العربية في همومها القطرية المحلية مثل الاصلاح ومكافحة الفساد والتغيير واسقاط الانظمة او اصلاحها, وبذلك غابت القضية الفلسطينية, كقضية عربية مركزية, عن ميادين التحرير وساحات الغضب...
اما السبب الدولي فهو واضح للعيان, أوله الانتخابات الامريكية ومزايدات المرشحين الامريكيين للرئاسة في عشقهم لاسرائيل وانحيازهم لمصالحها, وهم غير مكترثين بالخراب الذي يحدثه الاحتلال من استيطان وتهويد وقتل في الاراضي الفلسطينية المحتلة, كذلك أوروبا التي غرقت في مكشلاتها المالية واقتصادها المتدهور ودولها التي تعاني من المديوينة والتي تتأرجح بين تصويب أوضاعها او إعلان إفلاسها..
لذلك لا نعوّل الكثير على المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية, لان ليس هناك اي سبب ضاغط يجبر اسرائيل على التراجع عن مشروها الاستيطاني والتهويدي .
ورغم كل ذلك, نرى ضرورة دوام السعي الاردني الرسمي على متابعة ومراقبة ما يدور حول طاولة المفاوضات كي تبقى الحكومة الاردنية في الصورة الواقعية, وذلك من منطلق الحرص والحفاظ على المصالح الاردنية لان الاردن ليس وسيطا في الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي او المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية, بل هو طرف منحاز الى جانب مصلحة الشعب الفلسطيني ومساندته ودعمه للثبات في دياره وفوق ارضه, لان التوصل الى صيغة او تسوية بين الفريقين سيكون لها تداعيات وتأثيرات مباشرة تتعلق بالمصالح الوطنية الاردنية.
لذلك, من مصلحة الاردن متابعة ومراقبة المفاوضات وتفاصيلها عن قرب, لان مصلحة الاردن الاولى هي الحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين واقامة الدولة وانقاذ القدس..
مع ضرورة التذكير بان ليس لدينا اية اوهام بجدية اسرائيل في احياء مفاوضات جادة وحقيقية, بل تسعى دائما الى كسب المزيد من الوقت...
Kawash.m@gmail.com
العرب اليوم