جاءت إدانة الإدعاء العام المصري فيما يتعلق بمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك لتضع حدا لكل الأقاويل التي قيلت، وتقال، حول جدية المجلس العسكري في التعامل مع محاكمة مبارك والتي بدأت يوم 4/8/2001.فقد جاءت الإدانة لتثبت لكل المشككين بأن المجلس العسكري المصري هو الأمين على مصالح الشعب المصري والقادر على حمايتها وحماية دماء المصريين وتفعيل مبدأ العدل والمساواة.
لكن ما يثير الإنتباه حول هذه المحاكمة بشكل عام والإدانة بشكل خاص، هو بروز العديد من التساؤلات، أولها، لماذا هذا الأسى الذي أضفى بظلاله على تصرفات الحركة الصهيونية والغرب وبطريقة إستفزازية لمشاعر العرب خاصة الشعب المصري؟؟؟. ولماذا إمتشق الإعلام الغربي سيف التعاطف مع الرئيس، خاصة الإعلام الصهيوني، في الوقت الذي رقصت فيه الصهيونية العالمية ومن ورائها الغرب، وحليفتهما الحركة الصفوية لمحاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وإعدامه يوم 30 كانون الأول 2006؟؟؟.
وثانيهما، لماذا شعر الشارع العربي بالإهانة على إعدام صدام وبالطريقة التي أعدم بها، في يوم عيد المسلمين الأكبر؟؟؟. وفي الوقت الذي يرى فيه الكثير من العرب والمسلمين إن من حق الشعب المصري محاكمة رئيسة، ووجدوا العديد من المبررات لهذه المحاكمة، في حين لم يجد أي من أبناء الأمة العربية مبرراً أخلاقياً ومشروعياً لإقدام القوات الغازية ومن ورائها الصهاينة والصفويون على إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
ولربما لو تمت محاكمة الرئيس صدام بأيد عراقية-عربية، نتيجة لإقدامه على احتلال دولة آمنة مسالمة وشقيقة وهي الكويت، لكانت النظرة العربية لمحاكمته غير التي رأينا. ولن يسجل له التأريخ ما سجل من أمجاد إستشهادية، ولكن محاكمته جاءت بناءً على مصالح غربية- صهيونية- صفوية، لا علاقة لها البته بإرادة الشعب العراقي او الأذى الذي إنعكس على الواقع العربي نتيجة للسياسات غير المحسوبة. لذلك لم تجد الأمة، في أغلبيتها، أي مبرر للطريقة التي أنهيت بها حياة صدام، في حين وجدت نفس الأغلبية العربية العديد من المبررات لما حصل منذ 4/8/2011 حول محاكمة الرئيس مبارك. وقطعاً لا يساوي التأريخ العربي نهاية حياة الزباء المشرفة، كنهاية حياة « أبي رغال» او « إبن أبي العلقمي» غير المشرفة.
إن من حق الشعوب أن تطبق العدالة على حكامها الذين لا يوقف جبروتهم في مواجهة شعوبهم « إلاً ولا ذمةً»، وأن تقتص من حكامها وتجاوزاتهم على حرمة الدماء والزرع والضرع.
وإذا كانت الأعراف البشرية والقوانين الوضعية، وقبل هذا وذاك، حكم السماء، مع الحق والعدل والمساءلة، وتعزيز رخصة القصاص العادل من الحكام الظالمين وسارقي ثروات الشعوب ولقمة عيشهم. كما أن مبدأ الرحمة يجب أن لا يكون على حساب العدالة.
وبالتالي فإن الثورة المصرية التي بها نعتز، والجيش العربي- المصري الذي نرفع له الهامات إجلالاً وإكباراً، والشعب العربي- المصري الذي يمثل مركز القيادة للأمة العربي، يعي جيداً معنى العدالة ومفاهيم الرحمة، وكل ما أمر به الله عز وجل وشرعه الحنيف....حمى الله مصر...الثورة والجيش والشعب!
alrfouh@hotmail.com