.. العجز العربي .. وربيعه!
طارق مصاروة
09-01-2012 02:30 AM
لا يعرف المعني بالكارثة السورية – وهم كثر – ما الذي يمكن أن تقوله اللجنة ووزراء الخارجية في اجتماعهم اليوم. فنحن نعرف، في الأردن، كيف تتصرف مثل اللجنة المنوطة بالرقابة.. وهي ليست لجنة تحقيق، وليست لجنة تدخل، وليست بلجنة مصالحة... منذ أيام أيلول 1970!!.
الذي لم يفهمه السوريون، حتى الآن، كيف تحولت المبادرة العربية بكل بنودها الواضحة الى لجنة رقابة لا وظيفة واضحة لها، مع أن المبادرة نصت أولاً على وقف العنف، وسحب الجيش والأسلحة الثقيلة من الشوارع، واطلاق سراح المعتقلين وحرية الشعب في الاحتجاج السلمي.
- ترى لماذا تنازلت الجامعة العربية عن المبادرة الواضحة، وجمدت عضوية سوريا في اجتماعاتها، وفرضت عليها عقوبات.. لتصل إلى لجان اكتشفت انها بحاجة إلى تدريب من الأمم المتحدة!!.
الجامعة العربية، ونحن نتحدث هنا عن جهازها الإداري، تتراجع .. ثم تغطي تراجعها بالقول: إنّ المجتمع الدولي غير مستعد بعد للتعامل مع الوضع في سوريا..
وأن مجلس الأمن ما يزال يفتقد الاجماع، في حين أننا نسمع من فرنسا بالذات أن المجتمع الدولي ومجلس الأمن بانتظار العرب وجامعتهم. وهذا ما حدث في معالجة الشأن الليبي، وانتهى دون أن يشتبك الليبيون مع أي قوة اجنبية، ودون ان تنزل قوات اجنبية على الارض الليبية.
آخر هزيمة من هزائم الذات في الجامعة العربية، تكليف السيد خالد مشعل «بفتح الموضوع» مع بشار الاسد وكلنا يعرف ان موقف السيد مشعل وحماس هو موقف دقيق لانهما جزء من الاخوان المسلمين، والاخوان يحاربون النظام بكل الوسائل، وأن نظاماً كالنظام السوري يستغل كل شيء في ازمته الخانقة هو الذي كلف مشعل بالدور الذي توهم امين الجامعة المسكين بانه هو الذي يكلفه.. ولله في خلقه شؤون.
لا مثيل لحالة العجز العربي، في التعامل مع مشاكله ومع مستقبله، وحين نصدق أن الربيع عربي نكون نضحك على انفسنا.. فلكل ربيعه ولكل مستقبله ومصيره.