ساحة النخيل: ساد منطق الحكمة !
د.احمد القطامين
09-01-2012 12:27 AM
حبس الاردنيون انفاسهم وهم يدلفون الى ما بعد صلاة الجمعة حيث ساحة النخيل على موعد مع الاحتفالات الشعبية بمرور عام على الحراك الوطني المطالب باصلاح النظام ومحاربة الفساد واستعادة السلطة الوطنية للشعب كما نص على ذلك الدستور.
سبق يوم الجمعة تحشيد اعلامي مخيف – لا احد يعرف لماذا - لخلق كتل من الشعب ضد كتل اخرى ليكونوا جميعا على موعد مع صراع دام في ساحة النخيل.. لكن الحكمة والشعور بأن الوطن فوق الجميع واختفاء البلطجية عن انشطة هذا اليوم فوت تلك الفرصة الجهنمية واثبت مرة اخرى ان الاردنيين بكل اطيافهم شعب متحضر وعظيم..
في ساحة النخيل، لم يكسب احد من القوى التي كانت تتصارع اعلاميا خلال الاسبوع الماضي .. بل خسر الحاقدون وكسب الوطن والشعب العظيم والنظام وتمكن الحراك من المحافظة على سلميته وصفاءه.. وتنفس الاردنيون الصعداء.
ان الحراك الشعبي سيمارس عملية تدمير ذاتي اذا استجاب لإغراء العنف عندها سيحسم البلطجية الذين ابتلى بهم شعبنا الموقف ويخسر النظام والمجتمع فرصة تاريخية للاصلاح ما فتئ جلالة الملك يكرر انه مع الاصلاح الى اقصى حدوده وانه كان ينتظر هذه اللحظة التاريخية للانتقال بالبلاد الى دولة ديموقراطية رائدة تحافظ على حقوق الانسان وتحارب الفساد وتبني مجتمعا مدنيا يستطيع ان يصنع مستقبلا واعدا لابناءه.
اذن، اين المشكلة ما دام رأس النظام يطالب بما يطالب به المجتمع الاردني بكل اطيافه.. ومن هي تلك الجهات التي تضع العصي في دواليب الاصلاح وتعرض الوطن الى مخاطر هائلة لا يعلم نتائجها الا الله..؟
ان ما تم في ساحة النخيل يوم الجمعة يجب ان ينظر اليه على انه فرصة تاريخية للمصالحة الوطنية تتطلب الشروع الفوري لحكومة الخصاونة في عملية اصلاح شامل تتطلب القاء القبض على كل الفاسدين وايداعهم القضاء، واستعادة موارد الوطن التي بيعت بغير وجه حق، وصياغة قانون متوازن للانتخابات، وحل مجلسي النواب والاعيان واجراء انتخابات مبكرة لكليهما.. والمضي الى امام في عملية وطنية شاملة ذكية يشارك فيها الاردنيون جميعا لبناء مجتمع موحد راق يسعى بوعي الى بناء وطنه، وتأمين مستقبل اجياله..