عادي ؛ كلّه عادي ..امشِ عادي ..أقعُدْ عادي ..نطِّزْ عادي ..اسرق عادي ..اكذب عادي ..البس لبس مشرشح عادي ..مش لاقي حق رغيف الخبز عادي ..ولادك يتصايحوا بدهم ( حق بوت وحق تجليدة دفتر وحق رحلة ) عادي ..افتح ع التلفزيون عادي ..سكر التلفزيون عادي ..ناس تموت في العراق عادي ..وكمان ناس في لبنان عادي ..وبرضو كمان في فلسطين عادي ..!!
أعرف إني ثقلت عيار العادي ..كل من يعرفني يعرف إني أنرفز من كلمة ( عادي ) ..أصبحت مملة ومقرفة وغارقة في العادية ..ولكن أن تقلِّب محطات الفضائيات وتتفاجأ دفعة واحدة بإغنيتين تحملان اسم ( عادي ) و احدة لـِ ( ديانا حداد ) مصوّرة بالكامل داخل الحمام ..والأخرى لـِ ( نوال الزغبي ) مصورة بالكامل خارج الحمام ..فهذا شيء غير عادي ..!!
فديانا ؛ حفظها الله وأقام لها حماماً أكبر من الحمام إللي في الأغنية و رزقها بعائلة تملأ عليها الحمام الذي هو كل حياتها ..تركت الدنيا كلها و لم يبق إلاّ الحمام لتنقل لنا كلمات ( رائعة ) لو كانت بعيدة عن الحمام ؛ أما داخل الحمام فأصبح لكلمات الأغنية معاني غير بريئة وغارقة في ( السكسية ) الخاصة ..!!
أما دلوعة الجماهير العربية ورائدة اللبس العربي ( نوال الزغبي ) فقد أبدعت بلباس الحمام في الشوارع في بلاد الأعاجم وتلاحق رجلاً متزوجاً ..ولعل كل المتزوّجين الآن ينتظرون بأن تقوم نوال الزغبي بملاحقتهم من ( شقة لشقة ) ومن ( زُقّة لزقّة ) ..!!
مبروك علينا إبداعات الحمامات العربية الجديدة ..ومبرك علينا عُرينا في الشوارع ..!! لماذا الإصرار على حشرنا في مكانين لا ثالث لها ..إمّا الحمام و توابعه ..أو عُري الشارع ..!! ما بها البيوت المحترمة ..؟؟ لماذا لم يفكِّر أحد بتصوير أغنية حب في بيت ( سقفه سيقع ) ..وإلاّ هذه البيوت لا تعرف الحب ..؟؟ لماذا يربطون أغاني الحب دائماً بكميّة الملابس التي ترتديها المرأة ..وكلّما قلّتْ كان الحب أكبر ..!! ما أكذبهم ..!! فهل المرأة ( المستّرة لا تُحب ) ..من يغنّي لها ..!! هل أصبحت أي أغنية يُقاس نجاحها بعدد الأثداء المتحرِّكة فوق وتحت ..وعدد ( السُّرر ) التي تشبه غطاية الببسي وهي مقلوبة ..!!
أعلم إني أحدثكم عن شيء عادي بالنسبة لكم ..ولكن ..متى سنضجّ ونقول ..مللنا العادي ..مشان الله رجعونا للأقل من العادي ..لعل الحياة تبدأ من هناك ..!!