أيتها المطبوعات والنشر – الأرض لكم والفضاء لنا!خالد سلمان القضاة /قطر
24-09-2007 03:00 AM
أفترض في البداية أن دائرة المطبوعات والنشر تعرف المقصود فعلا بالفضاء الإلكتروني الذي تحاول أن تقتحمه بجرّة قلم أو ببضع عبارات ستسميها قانونا – وأيّ قانون؟! لكنني سرعان ما أشك في افتراضي، لأن ما تفكر فيه الدائرة يتعارض تماما مع أبسط التعريفات لحرية الصحافة والإعلام، وحرية الكلمة والإنسان. وعلى دائرة المطبوعات والنشر أن تعرف أننا – إعلاميين وصحفيين – أصحاب فكر وفهم ودراية، وأننا نتطور ونتكيف مع العالم بسرعة كبيرة – أسرع من كثير من مجرد قوانين. وكم يحزنني وأنا أرى الدائرة تتشبث بمحاولة فرض سلطات على أدمغة ورؤى قطعت شوطا بعيدا في المهنة وأسرارها وفيما وراءها، بينما تحاول الدائرة استشعار الخيط الأبيض من الخيط الأسود؛ لأنها ربما لم تعتد حتى اليوم إلا على متابعة الكلمة التي تُرى بالعين المجردة، وغالبا بالمداد الأسود.ليكن معلوما أننا – إعلاميين وصحفيين (المنخرطين في الصحافة الإلكترونية ومن دب دبيبها)– لا نعمل لدى دائرة المطبوعات والنشر حتى نخضع لها ولرقابتها، وحتى نمد لها أيدينا نتزلف موافقتها أو غض طرفها عن مداخلة هنا أو تعليق هناك. ونحن كأردنيين وبما يصاحب ذلك، نقولها ملء القلم والكلمة، بأننا شببنا على أن نكون أحرارا بنّائين، ونشيب ثم نموت على ذلك. فالمتابع للصحافة الإلكترونية، يجد فيها إبداعا ملحوظا لا تعرفه الصحف الورقية والإعلاميات المطبوعة؛ ليس لأن المنخرط في الصحافة الإلكترونية يكون خافيا عن رقابة دائرة المطبوعات والنشر، ولكن لأنه يكتب من قلبه ولوجه ربه، ولا يكتب لإرضاء فلان أو تربيتٍ على ظهر فلان. ولا أبالغ لو قلت، إن الإعلاميين والصحفيين في الفضاء الإلكتروني، تفوقوا على غيرهم بكثير في مسألة مهمة، هي أنهم يكتبون عما يرونه ويعيشونه، وبدافع بناء الوطن وإنسانه، لا متزلفين ولا مجافين الحقيقة ولا ممتطين موجة جمعوية ولا متوشحين بما تسمى "أقلام التدخل السريع". والأهم من ذلك، هو أننا نكتب من دون أن يُملى علينا ما نكتب، ومن غير تنصيب رقيب علينا يتقاضى راتبه من أجل كتم أنفاسنا. وحسبنا أن نسير على النهج – بلا تباطؤ أو تواطؤ.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة