نهاية العالم ستكون عام 2012
د. محمد حيدر محيلان
05-01-2012 02:49 PM
في غمرة التنبؤات التي تبثها الفضائيات والمحطات الاذاعية والصحف والمواقع الاليكترونية وتفاعل الملايين معها بين مكذب ومصدق لتنجيماتهم وتنبؤاتهم .
أذكرني ذلك باشاعة ظهرت في عام 2009 تزعم ان نهاية العلم ستكون في 21/ 12 / 2012 والتي أثارتها دراسة عراقية نوقشت في كلية العلوم بجامعة بغداد عام 2009،تتحدث عن ظهور كوكب جديد يطلق عليه "نيبرو"(nibiru). ، وأنه سوف يلحق الدمار بالعالم في 2012، اثارت جدلا واسعا بين مؤيد للاشاعة ومكذب ورافض لفحواها.وبحسب مصادر فان ناسا اكدت وجود كوكب اخر بالاضافة الى الكواكب الاحدى عشر المتعارف عليها، حيث كشف احد التلسكوبات التابعه للوكالة في الفضاء ظهور كوكب يعادل حجم الشمس تقريبا واطلق عليه اسم(nibiru). وقد قامت الوكالة بدراسة ذالك الكوكب الغامض فوجدت انه ذو قوة مغناطيسية هائلة تعادل ما تحمله الشمس وبالتالي وجدوا ان هناك مخاطر كثيره لو اقترب من مسار الارض .وقد نشر وقتها عن تنبؤات علماء من مختلف الدول للمسألة :- -عالم الفلك الفرنسي (نوستراداموس) (سنة 1890):حيث تنبأ بأن الكواكب التابعة للمجموعه الشمسية سوف تظطرب بنهاية الالفية الثاني وستسبب دمار الحياة بعد 12 عاما فقط. -عالم الرياضيات الياباني (هايدو ايناكاوا) (1950): حيث تنبأ بأن كواكب المجموعه الشمسية سوف تنظم في خط واحد خلف الشمس- وان هذه الظاهرة سوف تصاحب بتغيرات مناخية وخيمة تنهي الحياة على سطح الارض بحلول 2012. -علماء صينيون: بداية نهاية العالم ستكون في ديسمبر 21 من عام 2012. والآن يطلع علينا وكالعادة فلكيون او منجمون ومتنبؤن بتوقعات مذهلة وبعضها تثير الفزع النفسي الشخصي والاضطراب الاجتماعي والسياسي ,وعلى مستوى العلاقات الدولية والشخصية والعاطفية , وتجرأ البعض وتحدث عن وفيات لاشخاص وتنكيس رايات واعلام واضطرابات دولية وطبيعية جغرافية, وان التفاتة واحدة لما كتب هؤلاء او اعلن او اذاع جديرة بتوتر الشخص واضطرابه, ان على المستوى العاطفي او الاجتماعي او السياسي , فتحدث المنجمون عن الطلاق والزواج والدمار المالي والمعنوي, لاصحاب بروج بعينها وافلاس شركات وانهيار دول.
وشدني الامر فعدت لما تنبأ به البعض لعام 2011 ( فقال احدهم ان جمال حسني مبارك سيفوز فوزا كاسحا وبأغلبية ساحقة من المؤيدين بالانتخابات) وقد رأينا العكس فأغلبية ساحقة زجت به للسجن هو وابوه واخوه, ومثل هذه الاخبار كثير التي أظهر فسادها الزمن المنصرم . هي فطرة الانسان التي خُلق عليها من العجلة واستباق الاحداث, فيقول الله تعالى في سورة الانبياء 37 :(خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) وكذلك"وكان الإنسان عجولا" [الإسراء: 11).
ولو كان في كشف الغيب منفعة للانسان لكشفه الله وعرفه لانه ادرى بمصلحة الخلق ومنافعهم من انفسهم, فكم سأل الناس انبيائهم عن امر الساعة وعن الغيبيات فلم يجيبوهم بل ردوا الامر لله ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو) الاعراف)( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ( 85 ) ( وتبارك الله احسن الخالقين فهو محق حين اخفى الغيب في ذلك فمعرفة الغيبيات واحداث المستقبل غير لازمة وليست ضرورة بل هي مضرة فتخيل انك تعرف انك ستموت باليوم الفلاني او تمرض مرضا خطيرا , او تتعرض لفاجعة انسانية او كارثة طبيعية زلزال او بركان فما هو شعورك حيال ذلك؟؟ وهل ستنعم بعيشك وانت تنتضر اليوم المشؤوم او علمت انك ستثري ثراء فاحشا هل ستذهب للعمل ؟؟ ان اجمل ما في الدنيا العمل وحسن الامل وانتظار الغد, اما هؤلاء المنجمون فقد كذبوا ولو صادف بعض ما يتنبئون به حقيقة. وكل عام وانتم بالف خير.