بعد ان اعترف أوباما بأن عليهم تدريس الثورة المصرية في المدارس الاميركية، صار لزاماً على هوليوود أن تغير الصورة النمطية للعربي في أفلامها. اسطوانة مملة تلك التي تصور العربي على انه المتخلف واللص والإرهابي والخبيث غير المؤتمن والخالي من كل القيم ؛ فليأتوا بجديد فلقد قرف العالم هذه الصورة.
والحقيقة أن الواجب يقع علينا في رسم صورتنا الإيجابية، وعدم الإكتفاء بانتظار ما تجود به أخلاق الصهيونية القابعة في سيناريوهات هوليوود.
لا نمتلك سينما كالتي لديهم، لكننا نمتلك جميع أدوات الإعلام والتعبير الحر عن الرأي، فنستطيع إذن بالتخاطب العقلاني مع الغرب عبر تغريدات التويتر وحيطان الفيس بوك، وغيرها من طرق النشر عبر وسائل الإعلام والإنترنت - أقول: نستطيع حتماً أن نفرد على المساحة التي نريد كل إيجابيات أمتنا وشخصياتنا المشرقة ومنظومتنا القيمية - حتى لو كان نصفها مُعطّلاً - إذ لا حواجز تقف اليوم بيننا وبين التواصل مع مفكريهم وكتابهم وإعلامييهم، بل أن أفضلهم يعرف اليوم نكهة مناسفنا جيّداً !
هناك خطوات جيدة ولكنها بحاجة الى بعض التعديل فيما يتعلق بصورة العربي في العالم، من ذلك الدعوة التي وجهتها دبي للنجم العالمي توم كروز لكي تلفت النظر من خلاله الى برج خليفة، هذا واحد من أهل هوليوود بل من أعمدتها - وان كنت لا أحب تمثيله، ولتعذرني الصبايا - فماذا لو تم ترتيب حوار لضيف دبي، بعد ان أُكرم وانبهر بالمعجزة المعمارية، مع نخب من العالم العربي،والحديث عن صورة العرب من خلال نموذج ناجح تمثله نخبة العقول العربية التي استقطبتها الشقيقة الإماراتية المُبهِرة.
شاهدت فيلما حديثاً يقوم برمّته على فكرة اختطاف صَبيَّة والبحث عنها من قبل والدها، كل المجرمين الذين أسهموا في تهريبها وبيعها في سوق الرقيق الأبيض، أظهرهم الفيلم أبرياء أو ضحايا للظروف، إلا العربي المُكحَّل الذي يرتدي عباءة ويجلس في يخته الباذخ بانتظار شرائها بماله الوفير، ودون ان «يسيح» كُحله وقد جاوز عمره السبعين !! ولقد شاهدنا هذه الصورة عينها في أفلام الستينيات؛ فالهدف ما زال قائماً ولم يتغير. ما ينبغي ان يتغير هو سكوتنا كعرب عن هذا الإستغباء، سكوتاً غير مبرر في زمن التغيير. فلنتعلم منهم :
إذا زل لسان بائع خضار أطرش في السند بما يوحي بنقدهم: اعتبروه مُعاديا للسامية.(الراي )
ikramdawud@yahoo.com