قبل عام من الآن كتبت مقالة تساءلت فيها بيأس ان كان دور المرأة في الاعلام الالكتروني لن يختلف عن دورها في الاعلام التقليدي وهل ستبقى مساهمة المرأة تدور في أطر بعيدة عن مواقع صنع الرأي والقرار في الصحافة الالكترونية كموقع رئيس التحرير مثلاً كما هي بعيدة في الصحافة التقليدية؟.
اذ أن التجارب النسائية الالكترونية للآن لازالت قليلة جدا ودون الطموح ولم تقفز خطوات واسعة لتنهل من الخبرات المهنية المتراكمة لتجربة الصحفيات والاعلاميات وهي تجربة غنية جدا وليست حدثا عابراً.. وتساءلت يومها في نهاية المقالة مع أمنية أن أكون على خطأ إن كان التاريخ سيعيد نفسه وإن كنا نعود إلى المربع الأول من طغيان الملامح الذكورية على صناعة المشهد الاعلامي.
سعيدة اليوم بأن تخوفاتي لم تكن في محلها، فها هي الزميلة جمانة غنيمات تصبح رئيسة تحرير صحيفة "الغد"، وهي التي انطلقت من بيتها الأول "الرأي" محملة بخبرة وكفاءة وظفتها لتستحق اليوم ماهي عليه الآن، وأعرف أن الزميلة "رئيسة التحرير" كانت بانتقالها إلى مؤسسة جديدة، وفي سبيل تجذير مكانة لها، تعمل يوميا عشر ساعات متواصلة في قسم الاقتصاد الذي يعني الأرقام والحسابات وجفاف الأعصاب.
وهذا يجعلنا نتندّر على ما يحدث في الثامن من آذار من كل عام في يوم المرأة العالمي، حين تؤدي احدى الزميلات دورها المرسوم لها ضمن مسرحية تقلدها سدة رئاسة التحرير ليوم واحد، وأعترف أنني أحتار يومها هل أهنئ الزميلة أم أذكرها بخيبتها لأن عليها أن تكون ضد هذه الشكليات التي لا تضيف لها أي شيء على الصعيد المهني ، لكنها تختزل جهدها وخبرتها بشهادة ترضية، فهي ما تلبث تدرك حلاوة النجاح الوهمي كرئيسة للتحرير ليوم واحد، إلا وقد تكون قد ترجلت عن هذا العرض المسرحي بأسرع مما صعدت إليه.
وفي حقيقة لا يمكن انكارها فالمرأة الساعية إلى موطئ قدم وتعزيز مكانة لها في عملها، تبذل جهداً مضاعفاً عن زميلها الرجل لتكون قادرة على الحضور والمنافسة ، وتحتاج أن تحفر بالصخر ليدرك من حولها أنها هنا. وأنها ربما أقدر من غيرها على صياغة التوجهات والتأثير في الرأي العام وادارة مناصب قيادية مهمة.
إضافة ممتازة وخطوة مهمة في الصحافة أن تطل علينا رئيسة تحرير بعد طول غياب.. ولازال الطموح أن تعتلي زميلات أخريات مناصب قيادية يستحقنها بجدارة.