الشارع العربي طلَّق الصمت ثلاثاً دون رجـعة
محمد حسن التل
04-01-2012 03:19 AM
* مستقبل العرب : استشراف أهمية دور الشباب في قيادة دفة التغيير والإصلاح
* السكوت عن التهميش لم يعد في قاموس العرب ..
يظهر تقرير للبنك الدولي، أن حالة الاضطراب التي اجتاحت دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منذ بداية عام 2011، الذي أخذ اسم «الربيع العربي»، كشفت عن حالة الاحباط العميقة والتهميش والاقصاء السياسي والاقتصادي والاجتماعي، خصوصاً بين فئات الشباب، التي تشكل غالبية المجتمعات في هذه الدول.
قدم الشباب العربي خلال العام الماضي، نموذجاً للعالم كله، بأنهم عنوان التغيير والقوة الرئيسة للمطالبة بالتغيير الإيجابي، الذي استهدف إعلاء قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية، والثورة على الطغيان والديكتاتورية والقمع، التي أنتجت الفساد والركود الاقتصادي وسوء الأحوال المَعيشية، إلى جانب التضييق السياسي وسوء الأوضاع بشكل عام، في معظم البلدان العربية.
ويبين صندوق النقد الدولي، أن منطقة الشرق الاوسط، لديها أعلى معدل بطالة في العالم، خصوصاً في صفوف الشباب وخريجي التعليم العالي، وقد تجاوزت نسبة العاطلين عن العمل، بين الشباب في الأردن ولبنان ومصر والمغرب وسورية وتونس 40 بالمئة.
لقد كان العام 2011 عام الشباب بامتياز، حيث ، جعلوا الشعوب تكسر حاجز الصمت والخوف، في مواجهة الاعتداء على حقوقها ، وكتبوا ، تاريخاً جديداً، لإقامة الدولة المدنية الحديثة، دعائمها الحرية والكرامة والعدالة.
الشاطر من يستشرف مؤشرات التحولات التاريخية، ويحرص على أهمية تعزيز دور الشباب، الذين يعدون ركيزة أساسية في بنية المجتمع، وفي عملية الإصلاح والتنمية السياسية، ومشاركتهم في صنع القرار، لأنهم الثروة وجيل الغد، الملقاة على عاتقه؛ قيادة الأمة.
إن الإيمان بالشباب ودورهم، في تفعيل المسيرة الوطنية والقومية، يجب ألا يكون موسمياً، ، بل يجب أن يكون بقناعة راسخة، تجاه تفعيل دورهم والاستفادة من طاقاتهم.
المسؤولية الصادقة، تستدعي تعزيز مشاركة الشباب في صنع القرار بفاعلية، وفي صنع مستقبلهم، وتحمُّل مسؤولياتهم الحقيقية،والشراكة الفعلية والوعي المستشرف للمستقبل وكذلك لابد من التركيز على أهمية محاورتهم؛ لأنهم الفئة الأكبر في المجتمع، إضافة إلى أنهم الأقدر، مثلما هم الأحق، والأمل معقود عليهم، لإحداث التغيير المنشود، لمستقبل الوطن العربي.
لقد كشفت أحداث العام المنصرم، اهمية دور الشباب في إحداث التغيير النوعي المطلوب، في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن هنا، بات مطلوباً دعم هذه الشريحة، بوصفهم قادة الغد وآفاقه الرحبة، والحرص على تزويدهم، بكافة ادوات المعرفة، والاستثمار في طاقاتهم، أينما وُجدوا، وإفساح المجال أمامهم، كي يعبروا عن انفسهم، بحرية مطلقة، في سبيل إظهار قدراتهم وطاقاتهم إلابداعية، وضرورة العمل، بكل السبل؛ لصقل شخصياتهم، وجعلها منفتحة، مبدعة، في نهجها وأدائها، لتعزز من مكانتهم، في أخذ دورهم الريادي، في المجتمع.
زمن تهميش الشباب والالتفاف على مطالب الشعوب مضى؛ لأن الشارع العربي طلَّق الصمت، ثلاثاً دون رجعة، والذكي من يتعظ.
ونحن في الاردن نحمد الله تعالى على ميزة الحوار، وإن تعثر أحياناً لأسباب مختلفة، ولكننا جميعاً علينا أن نجتمع على أهمية قاعدة الحوار الشامل، حول مختلف قضايانا، لنحافظ على نعمة الاستقرار في محيط يهدر بالدم والدمار.
التاريخ : 04-01-2012
الدستور