نكسة أُخرى .. عن الثورات العربية بالمناسبة .. !!
عودة عودة
03-01-2012 02:52 PM
هل يجوز لنا المقارنة بين ما حدث في حرب 1967 بين العرب و اسرائيل من تحرير (الأرض الفلسطينية المغتصبة 1948) و بين ما حدث في العام 2011 من ثورات المحكومين لتحرير (الإنسان العربي) من قهر و ظلم الحكام في وطننا العربي الكبير و التي تشبه الى حد كبير يقظة عربية جديدة .
بدايات حرب 1967 متشابهة , لقد كانت مفرحة و رائعة.. و واعدة .. في حرب 1967 عشنا نشوةً و ابتهاجاً لا مثيل له و إن كنا قد اكتشفنا فيما بعد أنه ابتهاج زائف .. جميع الوعود بتحرير يافا و حيفا و عكا و الناصرة و صفد و كل المدن و القرى الفلسطينية المغتصبة تبخرت تماماً ككذبة نيسان و لنكتشف في اليوم الثالث من الحرب أن العدو الإسرائيلي احتل القدس القديمة و جميع الضفة الغربية و قطاع غزة و هضبة الجولان السورية و صحراء سيناء المصرية و أن هذا الوحش الإسرائيلي يقف على أبواب القاهرة و دمشق و عمّان .. فوق ذلك جرى تدمير في أقل من ستة أيام جيوشنا العربية خاصة قواتنا الجوية .. كل ذلك أصطلح على تسميته بإختراع جديد من الكاتب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل لا يوجد مثله في الحروب الكبرى و الصغرى ألا و هو مصطلح (النكسة) علماً أن عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة آنذاك سماها (هزيمة) و إن كان في النهاية قد وافق على هذا (الإختراع) الجديد لهيكل بأن ما حصل هو نكسة ليس غير مع العلم أنه جرى تشكيل لجان لمعرفة أسباب هذه الهزيمة و لم نعرف نتائجها حتى الآن مع الأسف .
لقد استطاعت جيوش مصر و سوريا و الأردن آنذاك أن تشُن حرب استنزاف شرسة ضد العدو الإسرائيلي و من جميع الجبهات و بمعاونة الفدائيين الفلسطيين و العرب .. لهدف أولي و هو إزالة آثار العدوان أي دحر اسرائيل و انسحابها بالقوة من الضفة الغربية و قطاع غزة و صحراء سيناء و هضبة الجولان .. لكن عدم وجود قيادة عسكرية موحدة .. و فاعلة كسر هذا الطموح العربي.
أما في العام 2011 عام انطلاق الثورات العربية في تونس و مصر و ليبيا و اليمن و سوريا كانت البدايات (بثورة الشباب) جميلة و واعدة و تبشر بالخير لكن النهايات كانت مؤسية و مُوجعة في الغالب فقد صادرت الأحزاب الإسلامية في مصر و تونس و ليبيا و سوريا هذه النهضة العربية الجديدة كما سيطرت دول ضليعة في استعمارها على سماء و حدود و ثروات عربية .
لقد لحقت سوريا ليبيا في المطالبة (علناً) بالحماية الدولية .. و الحظر الجوي و تدخل حلف الناتو تماماً كما جرى في ليبيا حيث استطاع هذا الحلف قتل الآلاف من المدنيين الليبيين و تدمير عشرات المدن الليبية و الإستيلاء على ثروات ليبيا و موقعها الإستراتيجي ...
في سوريا نشاهد كل يوم لافتات غريبة عجيبة في مضمونها و أهدافها للمعارضة كتب عليها : (يا ناتو أنا بانتظارك مليت) و لافتة أخرى يحملها طفل صغير و كتب عليها : (نعم للحظر الجوي) و (نعم للمنطقة العازلة) و لم نشاهد لافتة واحدة تطالب (بتحرير الجولان أو فلسطين) بالقوة ... و إنما بالمفاوضات كما وعد رئيس المجلس الوطني السوري الدكتور برهان غليون .
النتائج لهذه الثورات العربية في أحيان كثيرة كارثية : فتاة مصرية تُسحل و تعرى و رأى المشهد المؤلم هذا العالم كله و عرف المشهد باسم (الفتاة ذات الصدرية الزرقاء) كما أن القتل اليومي للناس من قِبل الجيش و الشرطة و البلطجية في ميدان التحرير و غيرها من الميداين و الشوراع في المدن المصرية كالقاهرة و الإسكندرية و غيرها معروف و معلن إضافة الى حرق المجمع العلمي المصري .. صرحٌ كبير يحوي : و ثيقة الإستقلال لمصر عن بريطانيا و معاهدات و خرائط و اتفاقيات وطنية مصرية إضافة الى خزانة الكتب لعلماء مصر على طول مئتي عام ناهيك عن الإنفلات الأمني و الإنهيار الإقتصادي في العديد من دول الثورات العربية .
طعم الإنكسار واضح و جليّ في الكثير من هذه الثورات العربية و الإعلان عن هذا الإنكسار واضح و جليّ من شباب الثورة و في مصر على الأخص و إن كانت هناك هتافات واعدة تبرز في هذه الأيام من شبان مصريين رائعين تقول : (يا شهيد ارتاح ارتاح .. احنا حنكمل الكفاح) نفس المشهد لنفس نكسة يونيو 67 يتكرر بمشهد آخر لنكسة أخرى العام 2011 .. !!