منذ ما أُطلق عليه "الربيع العربي"!! حاولت جهات, بعينها, تطبيق النموذج.. في تونس ومصر , على حراكاتها في الأردن .. والأخطر من ذلك دعوات اسلامية؛ إن لم يستجب النظام لمطالب الشارع سيكون أمامه النموذج الليبي ؟

تطور الأمر فأتجه الإسلاميون الى التصريحات النارية التي تجاوزت الخطوط الحُمر كلها .. وبات البلد في أحلك ظروفه مستخدمين, في ذلك ومستغلين, بسطاء الناس الذين لا يعرفون " كوعهم من بوعهم " وهذا أخطر ما يكون ..

تجاوزت مطالب الشارع " المسحور" أو " المُنقاد" .. من الإصلاح ومحاربة الفساد الى " .."؟

في مدينة المفرق ..المدينة الوادعة , الصابرة وأهلها, كما المدن الأردنية كافة . صار هناك تحد كبير, لأهلها وعشائرها على نحو يفوق التصور والقبول به أردنياً . رفَضَ ابناءها ما يُعدّ لهم ولوطنهم من اجندات مشبوهة أتت من الخارج نُفّذَتْ من جماعات في الداخل .لا تريد للوطن الإستقرار , بل تبحث عن إشراكها عنوة في الحُكم كما النموذج التونسي وربما المصري ؟؟

يريدون طرد السفير السوري في عمان .. ويريدون من النظام الإعتراف بـ " غليون.. رئيس المجلس الإنتقالي السوري" ؟؟!!! المُقاد صهيونياً وأميركيا ..ويريدون إغلاق الحدود مع القطر السوري الشقيق بما يتناسب وحجم المؤامرة المُعدة ضد سوريا ككل وليس النظام وحسب ؟

ويريدون الغاء معاهدة " وادي عربة " مع الإسرائيليين .. بمعنى أوضح: يريدوننا أعلان الحرب على الكيان الصهيوني المدعوم أميركياً كما هم ( مدعومون ) ؟؟ .. فكيف يكون ذلك ؟!!

عندما تم تعديل الدستور خرجت علينا اصوات لا يعجبها العجب طالبت بما هو أكثر .. وعندما سيقَ الفاسدون الى المحاكم والسجون .. قيلَ أنها لعبة أو مسرحية , وحين قال الملك بأن لا أحد فوق القانون ولا أحد فوق الُمساءلة حتى ( ديوان الملك) قيل كلام يوازي الكُفر ... ماذا سيُقال بعد ؟

4100 مسيرة وحراك , اتعبت الناس .. أتعبتنا , إستنزفت كل أشياءنا .. حتى رجل الأمن بات لا يرى أهله طيلة أشهُر بفضل مُخرجي سيناريوهات الحراكات المظلمة .. فماذا تريدون بعد ؟

نحن نُدرك , بأنّ الذي يوجِّه سجادته نحو القِبلة .. يعي ويفهم تعاليم الإسلام .. فلا يؤسس لفتنة , ولا يحرق أو يدمِّر منجزات وطن , ولا يتآمر على أقطار عربية شقيقة , ولا يأتمر لأعداء الدين . فكيف لهم أن يخالفوا الشرائع وناموس السماء ؟ !

آخر ما يُقلق ويدعو لوقفة صارمة هذه المرة , هو, ظهور أصوات من " الإخوان" تقول بأنها ستعمل على تشكيل " ميليشيات" مسلحة تدافع عن حراكات " نشُك" بأردنيتها .. فإن كان القصد أخذنا الى مواجهات كتلك التي حصلت في بلدان عربية , فإن رهانكم خاسر فالوطن بأهله بدأ يعرف ما يُحاك له , وكشَفَ زيف الأقنعة ...

حمى الله الوطن .. واعان الأجهزة الأمنية وكافة منتسبيها .. فالأردنيون يعرفون, وتماماً يدركون, أنّ ثمة جهات تريد أن تأخذنا الى نفقٍ مظلم ... بئس ما يفعلون ...