خاطرة في ذكرى انطلاقة الثورة
د. باسم الكسواني
01-01-2012 02:23 PM
انطلاقة الثورة جاءت لتقول للعالم ان فلسطين من بحرها الى نهرها عربية ومسلمة ويجب ان يعلم القاصي والداني ان الثورة ما قامت لاجل ان يجلس احد على كرسي او ان يحصل احد على مكاسب دنيويةهنا او هناك بل قامت الثورة من اجل التحرير والعودة واقول ليس منا من يقر ببراكيات سايكس وبيكو كما قال اخي وصديقي د نزيه عبابنة. ولم تنهض الثورة من اجل اضافة براكية جديدة لتلك البراكيات بل نهضت لتقاتل العدو الصهيوني الذي شرد الناس وارتكب مجازر ضد الانسانية يندى لها جبين الانسانية ودير ياسين وقبية وكفر قاسم وبحر البقر وقانا وغيرها الكثير والى يوم يبعثون والثورة عنوان ومحتوى ورسالة سامية وشهادة والام وجراح وليس مكاسب لهذا او ذاك ومحاولة البعض ربط الاخطاء كلها والصاقها بالثورة ظلم كبير نعم هناك اخطاء وصلت الى حد الخطايا احيانا في مسيرة الثورة ولكن وفي نفس الوقت هناك شهداء واسرى وجرحى ومعاناة والام وتشرد ولجوء ولا يمكن لاحد ان يقفز على هذه التضحيات الكبيرة لم تقم الثورة من اجل سلطة وحكم بل اتت من اجل كنس العدو عن ارض فلسطين التاريخية ومن يقرأ بيان فتح الاول يدرك انها حركة جهادية فلسطينية الوجه عربية العمق اسلامية الفكر ولها ايضا وجها تحرريا جعل احرار العالم يقفون معها في نفس الخندق.
وعندما انتميت الى فتح شعرت ان العالم كله لا يسعني وان فلسطين ستعود وان العروبة امي وان الاسلام منهجي وان احرار العالم هم اخوة لنا وشعرت ان فلسطين قريبة وان عودتها لعروبتها مسألة وقت فقط وعبر رحلة النضال وكاحد الكادحين شعرت ان البوصلة لا تسير دوما باتجاه الهدف وان الانظمة العربية وبعض اهل القضية تعمل ليل نهار لحرف البوصلة وحين اقسمت القسم وقبل عقود اربعة بالتمام والكمال شعرت ان الامور اختلفت وان القسم هو القسم ويجب ان نكون بارين بهذا القسم ما دام القلب ينبض بالحياة ولكن المؤامرات توالت والنفوس تغيرت واالثورة ضربت وابعد ابطالها الى دول الشتات ولكن الشعب العربي الفلسطيني بقي على العهد والوعد .
لا اريد ان ادخل في متاهات التنظير السياسي والفكري ولكني اقول ان وحدة الفصائل الفلسطينية وخاصة فتح وحماس هي السبيل الوحيد لاعادة صياغة المستبقل وبناء مشروع مقاوم واعتقد ان الامر اصبح واضح وصريح وان لا احد يقبل او يستطيع الغاء الأخر. يجب توضيح كل الامور فليس عربيا من يقبل بالوطن البديل وليس عربيا من يقبل بالوجود الصهيوني على ارض فلسطين , وان دماء الشهداء تنادي الجميع وتقول المصالحة ثم المصالحة وعلى برنامج المقاومة وبكل اشكالها وباسرع وقت ممكن وان دماء شهيد فتح الاول احمد موسى ودماء الشهداء كمال عدوان وكمال ناصر وابو يوسف النجار وسعد صايل ودلال المغربي وكل شهداء الثورة والمقاومة الوطنية والعربية والاسلاميةعلى طريق فلسطين من امثال الشيخ المجاهد احمد ياسين والرنتيسي وعماد وكل شهداء حماس وكذلك الشقاقي وابوعلي مصطفى وكل شهداء الثورة والمقاومة ولا يجوز وباي حال من الاحوال نسيان شهداء الثورة من ابطال الجيوش العربية الذين قاتلوا واستشهدوا في سبيل الله عز وجل وفي سبيل قضية فلسطين .وكل من يرفض المصالحة ليس من ولسنا منه لان الخلاف لا يفيد سوى العدو الصهيوني وحده .واقول ان ثوابت الامة يجب ان تكون هي المنهاج الحقيقي للعمل فأرض فلسطين ارض وقف لا يجوز التصرف فيها وفلسطين ملك لكل العرب والمسلمين وتحريرها فرض عين لا فرض كفاية .وقد اوجد الربيع العربي وبكل علاته معادلات جديدة لا يمكن اغفالها وعلينا جميعا يقع واجب دعم هذه المصالحة بين الاخوة وقبل ان انهي اقول ورغم كوني اليوم مستقلا في قراريواحمد الله ان هداني لطاعته وعدم مخالفة امره واقول ان فلسطين تمثل عنوان العروبة وقلبها النابض وتمثل رمزا اسلاميا كبيرا لا يجوز التنازل عنه مهما اختلفت الظروف وادلهمت الخطوب وتحية لشعبنا العربي الاردني الذي ضحى واعطى للقضية الكثير الكثير وخاصة دماء الشهداء على اسوار القدس وفي اللطرون ولن يقبل احد عن فلسطين بديلا وهل يستبدل المرء امه ؟ ففلسطين هي الام التي تنتظر اخراج وكنس كل شذاذ الافاق منها . والمجد والخاود لشهداء الامة في فلسطين والعراق ولبنان وكل اقطار الامة . وسنحتفل بالنصر بعون الله هذا وعد حق لايقبل التأويل والله غلب على امره والمجد والخلود للشهداء كل الشهداء.
الدكتور باسم الكسواني