الحرب الكلامية والحرب الفعلية ..
طارق مصاروة
31-12-2011 03:23 AM
التهديدات الإيرانية بإغلاق ممر هرمز، ما تزال في حدود الحرب الكلامية. وهي لن تستثير الولايات المتحدة والغرب إلى حد الذهاب إلى الحرب!!.
والحقيقة أن التخوف في المنطقة يأتي من سهولة التهديد بالحرب، أو من مشاهد المناورات البحرية في تلفزيون طهران، .. والأهم من الحسابات الخطأ. فالمسؤول الإيراني يعرف أن قيادة الأسطول الأميركي الخامس، هي في البحرين، وأن طيران المنطقة العسكرية الوسطى هو في قطر، وأن تركيساً هائلاً من القوات الأميركية البريّة موجودة في الكويت، وهذه هي القوة العسكرية الأميركية إذا فكرت طهران وحسبت حجم القوة المعادية.
.. طبعاً، لإيران أنصارها في المنطقة،.. لكن سوريا في ورطة. وحزب الله لم يعد قوة مقاومة بعد أن أصبح يهيمن على حكومة قلقة في لبنان، وحماس تبحث عن مكان آخر غير دمشق لتخرج من العلاقة مع طهران، والحوثيون يحاربون قبائل في شمال اليمن، وشيعة العراق تربكهم الوضعية بعد انسحاب الأميركيين، والصدام مع القوة الأخرى، وانفراط عقد الوزارة والبرلمان!!، فهؤلاء الأنصار الذين كان ذهب المعز يجعل منهم سيوفاً أصبحوا الآن عبئاً على طهران!!
إنّ حسابات القوى التي تتصارع الآن في المنطقة يجب أن تبقى ساحة الحروب الباردة، والدعاية، فالتلويح بالعصا قد يكون أكثر فائدة من استعمالها.
إن تهديدات طهران بإغلاق ممر هرمز تبدو وكأنها تجعل من دول الخليج العربي رهائن.. تحاول ابتزاز الولايات المتحدة والغرب بها، وهذا شعور دوني لا تقبله دول عربية لها كياناتها الوطنية وحجمها الدولي والإقليمي.
وهي قادرة على التحالف مع الغرب، وقادرة على تجميع حلفاء أقوياء في المنطقة. فإغلاق ممر هرمز – وهو عسكرياً غير قابل للإغلاق – يؤذي إيران التي تعيش على النفط يوماً بيوم. وهو يمنع 40% من نفط العالم، فهل أن إيران تريد فعلاً شن حرب على العالم؟؟.
إن العقوبات التي تشكو منها طهران، وتهدد بإغلاق مضيق هرمز إذا تَمَّ فرض المزيد من العقوبات عليها بسببها المعلن هو مشروعها النووي.. فهل يمكن أن تكون قنبلتها النووية طريقها إلى كسب الحرب؟!. وإذا لم تكن القنبلة هي السلاح.. فلماذا تجوع كوريا الشمالية إلى حد تناقص أعداد أطفالها؟؟.
وهل حلّت باكستان بقنابلها النووية مشكلة كشمير مع الهند.. أو تخلّصت من الحرب مع قبائلها؟!.
من المؤكد أن المرجل الداخلي الذي يغلي في طهران هو السبب وراء حرب كلامية.. قد تتحول إلى حرب فعلية!!.
الرأي