منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي غير الوحيد للشعب الفلسطيني
ناصر اللحام
02-02-2007 02:00 AM
عمون - رام الله - كتب ناصر اللحام - تشرّفت بدعوة شبه عامة وشبه خاصة ( من اجل الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية وتعزيز مكانتها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ) وبالفعل توجهت الى بيت فتح في رام الله وكان العشرات من قادة الفصائل قد اجتمعوا في قاعة ضيقة .
وبعيدا عن حماس وجمهورها ترأس الاجتماع ابو علاء قريع والذي أكد ان م ت ف هي الممثل الشرعي و - الوحيد – للشعب الفلسطيني وان اكثر من 140 دولة تعترف بها وانه من المفروض ان تكون للجميع وعلينا ان نعملها للجميع عن طريق تعزيز الحوار الوطني .
واضاف : بلا شك أننا جميعنا بكينا وخجلنا مما حصل في قطاع غزة ، ومن محاولة نقل ما يحدث هناك للضفة الغربية في حين لا نزال نعاني من الاحتلال ونبكي على حال القدس وعلى حالنا وعلى قضايانا التاريخية .
واكد ابو العلاء ان المطلوب ان تكون م ت ف هي العنوان الرسمي والشعبي للفلسطينيين في الداخل والخارج ، وان نعمل على ضم قوى لم تنخرط بعد في المنظمة .
المتحدث الثاني كان الدكتور عبد العزيز الحاج احمد ومعه الدكتور جاد اسحق وقد اكدا للجميع على ( الثوابت ) وعلى ضرورة اقرار مسودة سياسية واختيار لجنة متابعة .
ومن وجهة نظري ان م ت ف هذه الايام ضيّّقة مثل القاعة التي اجتمعنا فيها ، وان محاولة دبّ الحياة فيها ممكنة من الناحية النظرية ولكن ليس بهذا الشكل البسيط الذي جرى تقديمه ، فالمنظمة مثل اية مؤسسة ادارية اخرى لها بعدها الزماني الذي يجب احترامه واعطاؤه حقه ، وقد فقدت المنظمة بريقها ولألأتها فاصبحت مثل قطعة نحاس عتيقة في متحف فاخر – لا أحد ينكر قيمتها ولكن لا احد يرغب في التخلي عن احدث المقتنيات التكنولوجية من أجلها .
وأهم خطر يواجه المنظمة هو توقف خط الانتاج فيها ،اي ماكنة التفريخ التي تلم الاجيال تحت مظلتها ، فهي أشبه بمصنع قد توقف عن الانتاج ، يمكن الحديث عن قيمتها كعقار لكن لا يمكن الحديث عنها كمصنع للرجال وللثورة وللافكار .
في الانتفاضة الاولى كان الشبان الفلسطينيون يقفون في وجه الدبابات الاسرائيلية بمجرد ان يسمعوا اغنية لمنظمة التحرير ، وكان السجانون يكسرون العصي الغليظة فوق عظام الاسرى في سجن كتسيعوت الصحراوي لانهم رفضوا التخلي عن م ت ف ، وكان ان قام رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين بزيارة للسجن وطالب قادة الاسرى التخلي عن م ت ف فصرخ الاسرى في وجهه يهتفون عاشت المنظمة ويسقط الاحتلال .
اما اليوم ، فلا يوجد من يغنّي للمنظمة ، لا يوجد عازف جيتار واحد يدندن لحنها ، ولا مغني يحشرج اغانيها ، ولا جامعة ترفع شعارها ولا عامل يفكر فيها ، فخط انتاجها متوقف تماما وهي مجرد اكبر تجميع للمتقاعدين في الشرق الاوسط .
لا يمكن معاندة التاريخ ، ولا يمكن تغطية الشمس بغربال ، وانا بصفتي مؤيّد للمنظمة ، وباعتباري اراها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني ، لا اراها اللممثل الوحيد للشعب الفلسطيني ، فهي الممثل الشرعي ولكن غير الوحيد – ومن ناحية نظرية يمكن اعادة احياء دورها ، ولكن من ناحية عملية لا يمكن ابدا اعادة الماضي الى الوراء .
يمكن انهاضها عن طريق أخذ خلية حية من D N A المنظمة بهدف انجاب اجسام جديدة وحيّة وشابة من ظهرانيها ، فهي الاب البيولوجي للهيئات القادمة لكنها لا تستطيع ان تكون الاب والابن في ان واحد مهما قمنا بعمليات تجميل وشد للوجه .
ولو كنت قريبا من عضو اللجنة المركزية لحركة فتح – وعلى ما يبدو الرئيس القادم للمنظمة – لاقترحت عليه ان يكف عن محاولات التركيز على الماضي العظيم للمنظمة والقيام بخطوة عملية باتجاه تخصيبها وتزويجها من الاجسام الادارية الوليدة للوصول الى اغضان خضراء في شجرتها .
ففي الواقع ان اعضاء فتح ينشدون الاغاني لفتح ، ويستقطبون الاعضاءالجدد لفتح ، ويفتحون المواقع الالكترونية لفتح ويكتبون الشعارات لفتح ، كما الجبهة الديموقراطية تغني لنفسها وتعمل لنفسها والجبهة الشعبية التي لم يعجبها اداء المنظمة تاريخيا ستؤيد الفكرة ولكنها لن ترمي بنفسها في سلة منظمة عجوز كانت رفضتها ايام المجد والقوة .
ثم ان فتح – وبما ان الحديث في بيت فتح – لم تهتم بعادة احياء منظمة التحرير في السنوات العشرة لوجودها في السلطة ، وباستثناء ابو عمار الذي كان يولي رموز وقادة الفصائل الاخرى بعنايته ، كانت قواعد التنظيمات الاخرى تعاني من التفرد الفتحاوي ، وخصوصا اداء اجهزة الامن التي تعاملت مع قاعدة الفصائل الاخرى وكأنها خصم لدود لها ما يجعل من عملية اقناع قاعدة التنظيمات الاخرى بالاستثمار من جديد في المنظمة امرا صعبا ، فالمطلوب اعادة استرجاع الثقة وليس بناءالثقة ، وبناء الثقة اسهل بكثير من اعادة الثقة .
قاذا كانت فتح تريد فعلا – وبصدق – اعادة منظمة التحرير فانها يجب ان تقبل بميدأ المشاركة وان تعرف ان المشاركة هنا تعني اداريا وماليا وسيكولوجيا وسياسيا .
مع ان قناعتي تقول ان بناء هيكل اداري جديد واسم جديد ينبثق عن منظمة التحرير اسهل بكثير من اعادة امجاد المنظمة العجوز – التي تشبه الاتحاد السوفييتي – سابقا