الانتخابات وبني ارشيد والحكومة
فايز الاجراشي
22-09-2007 03:00 AM
..احسنت عملا جبهة العمل الاسلامي اعلانها خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد الازمة التي شهدتها الحركة والحكومة والتي بدأت عندما انسحب مرشحي التيار من الانتخابات البلدية الماضية اثراعتراضهم واتهامهم الحكومة بتزوير هذه الانتخابات لصالح اشخاص محسوبين عليها.وبالرغم من ان الحركة الاسلامية لا زالت تتحفظ على استمرار العمل بقانون الصوت الواحد الا ان التيارات داخل الجبهة تقول ان حسم العملية جاء باتجاه مشاركة واسعة نسبيا في الانتخابات وبالتنسيق مع قوى سياسية وعشائرية مستقلة بقائمة موحدة او الاكتفاء بمجرد التنسيق مع التيارات الاخرى دون الاعلان عن قائمة موحدة.
ولعل الحركة قررت الاشتراك بعد تلقيها التطمينات اللازمة التي اكدها جلالة الملك المعظم بضمانه نزاهة الانتخابات وانه شخصيا سوف يشرف عليها .
وايضا لقاء البخيت مع عدد من قيادات الحركة والذي اكد فيه ان الانتخابات النيابية سوف تكون شفافة ونزيهة وان الحكومة سوف تكون حريصة بتنفيذ توجيهات جلالة الملك بان تجري الانتخابات في جو من الديمقراطية والنزاهة والحرية.
وبعد اللقاء خرج الوفد بانطباع بان الحوار واللقاء كان ناجحا، كل هذا الامر يصب في مصلحة الوطن والمواطن فالاسلاميون هم اردنيون بالنهاية .
وحريصون على سمعة وامن الوطن وهم جزء من النسيج الوطني الاردني ومعارضتهم مفيدة ولا يمكن التخلي عنها وهي تمثل الديمقراطية التي تعتمد عليها البلاد.
واذا ما احتفلنا في افكار التيار الاسلامي من الناحية السياسية فلا نستطيع ان ننكر انه يحظى بشعبية لا يمكن تخطيها لطبيعة الحياة الديمقراطية والشعبية في ا ردننا الذي يحتمل الراي والراي الاخر.
ولعل الطريقة التي اثيرت بها قضية مبنى ارشيد في الفترة الاخيرة وتصريحاته التي انكرها كما يقول قد عولجت بطريقة غير ديمقراطية وبها نوع من المبالغة واساءت هذه القضية لديمقراطيتنا وحتى للحكومة التي قيل انها كانت تدعم باتجاه تصعيد القضية حتى تكسب شعبية خاصة.
قد نتفق او نختلف مع جبهة العمل الاسلامي ولكن هذا لا يعني ان نحارب هذه الفئة من الشعب الاردني الذي تتطلب حاجتهم الى بقائهم في الساحة وهذا يكفله الدستور والقانون والذي يدعوس الى التعددية الحزبية كما ان المعادلة الحزبية الاردنية لابد ان تكون بها تيارا اسلاميا معارضا يتمتع باغلبية مقبولة قادرة على ادارة العملية الانتخابية بحيث يكون هناك اتجاها اسلاميا يتبنى الافكار السياسية التي تكفل تنظيم ومراقبة عمل الحكومة بعيدا عن التحيز والعصبية والعشائرية التي يمارسها بعض النواب ممن يعتبر نفسه محسوبا باتجاه تيار معين.
فقد اثبت نواب جبهة العمل الاسلامي انهم الاقدر والاكثر خبرة ومعرفة في مراقبة الحكومة ومناقشة التشريعات والقوانين التي تطرحها وهذا كلام لا ينافي الحقيقة الواضحة في وسط النهار.
ما نريده ان يكون الاردن واحة امن وامان لكافة الاطياف السياسية التي تدافع عن مصالحه وان نطبق شعار الاردن اولا بحذافيره فعلا لا قولا.