ليس بعيدا ان تكون مؤسساتنا اشبه بخلايا النحل في حركتها و نظام عملها ودقة ما يجري خلف الاروقة، ولا يكون نظام مملكة النحل عفويا فهناك ملكة وراء كل النظام تتابع الاحداث وروتين الحركة.... فان غابت تعطل النظام واهتز كيان منظومة الخلية.
و هذا هو الحال عندنا.....فالمسؤول موجود ... و في كل مؤسسة ،ولكن هل هو موجود فعلا؟
قد يكون المسؤول متواجدا منذ بداية دوام المؤسسة حتى نهاية الدوام ...ولكنه يقبع خلف كرسي مهيب ووراء ابواب موصدة في عالم بعيد عن عمل الموظفين و أدائهم ، يصادفهم فقط ربما اثناء الحضور صباحا او لحظة الانصراف و ربما يغادر هو أو هم قبل انتهاء الدوام بسويعات !!
و ربما يكون المسؤول رئيسا بالمراسلة لا ينتظم بدوامه كبقية الموظفين فيأتي ساعة وينصرف بقية اليوم ......يداوم يوما و يتغيب اياما ......فكيف يكون الحال اذن لو كانت رقابة الضمير و عنصر الضبط الذاتي المنبثقة عن وازع ديني او وطني حتى ...
لسارت الامور في احسن حال ..... فوجود المسؤول او عدمه سيان .....
ولكن البشر و ليس كل البشر تحكم افعالهم منظومة الورع و التقوى او رقابة الضمير ، او الحس الوطني ....... ما الذي يجري اذن في المؤسسة ؟
تتعطل مصالح الناس .... و يتقوقع اداء الموظفين و ان استمر هذا الاداء فانه يفقد المصداقية و الاخلاص ... و يضطرب نظام الدوام و معايير المغادرات و الغياب ... و ما ينجم عن ذلك فيما بعد من اضرار تهز كيان المواطن...و الوطن
فهذا موظف يتقاعس عن تسهيل معاملات الناس او كاتب يماطل في متابعة السجلات او معلم يموت فيه الضمير فينتحر الاخلاص في ادائه فلا يعطي للحصة و قتها و لا للمادة حقها .... و يختصر من المنهاج ما يخنق أو يعصر ..... و قد يطول بنا المقام في سرد اهوال جرتها الينا و يلات غياب المسؤول .... سواء كان غيابه فعليا او وجدانيا عن ساحة المؤسسة... تاركا ورائه اضطرابا و تخبطا و سريانا للعمل كسريان الدم تخالطه السموم و الادران في البدن فيمرض و تمرض معه الروح... روح الوطن المعطاء
ايها المسؤول كائنا من تكون ..... و في اي مؤسسة انت احييك و أقول: انت تحمل امانة عظيمة تنوء بها الجبال... و لكنك قادر على حملها ما دمت مخلصا في تواجدك و متابعتك فأنت عين الوطن تتابع بناء لبناته ... و انت الجندي الساهر يذود عن حماه.... و انت ايها الرئيس قدوة الموظف ...... و ايها المدير قدوة المعلم ..... و معك لا بدونك نكون خلايا للنحل نعلمها قبل ان نتعلم منها كيف يكون الاخلاص و التفاني و يصلح العمل و يكون نتاجه عسلا صافيا رواقا .....