يصل راتب رئيس الوزراء الروسي الحالي فلاديمير بوتين حوالي مائة واربعين الف دولار في السنة الواحدة وهو رقم يعتبر خياليا اذا ما قورن برواتب كبار المسؤولين الروس من مدنيين وعسكريين مع ان الرجل هو الرئيس المقبل لروسيا اعبتارا من مطلع العام القادم وسوف يستمر في منصبه هذا الى عام 2022 بينما شغل هو ذات المنصب قبل ان يتفق مع الرئيس الحالي ميدفيدف على تبادل الادوار في الحكم ليعود هو الرئيس ويصبح ميدفيدف رئيسا للوزراء.
المهم ان الرجل يعتبر نفسه محظوظا جدا ومن الاثرياء عندما يتقاضى راتبا سنويا يصل الى مائة واربعين الف دولار في العام الواحد وهو مبلغ لا يشفي غليل مدير مؤسسة واحدة في الاردن فما بالك عندما يكون رئيسا لروسيا مثلا.
بوتين «مبسوط على حالو» وهو يتسلم في السنة اي في اثني عشر شهرا مبلغا مهولا مقارنة برواتب بلاده بينما عندنا لا يقبل شاب «ساقط في السادس ابتدائي» مثل هذا المبلغ بعد ان يفتح بسطة خضار وفواكه في اي حي من احياء عمان او غيرها من المدن الاردنية خاصة عندما تراه ينثر «بكس البندورة والبرتقال والتفاح والذرة والفلفل على البسطة ويبدأ «بلم» الفلوس من الزبائن.
«ياسلام» رئيس جمهورية روسيا التي تتحرك بوارجها في طول المحيطات واعالي البحار الدافئة منها والباردة وعرضها وصورايخها تعانق القمر يقبض في السنة مائة واربعين الف دولار بينما لا يقبل «بنشرجي» في بلادنا هذا المبلغ المتواضع فكيف يعيش هذا الرجل واحسب اننا بحاجة الى ان «نلم له لمة» حتى نساعده على العيش الكريم لانه يقف معنا ومع قضايانا ووقف «شوكة في حلق» الامريكان والطليان والبلغار ومن لف لفهم في مجلس الامن وفي محافل دولية اخرى».
بوتين رئيس جمهورية يعتبر نفسه من الاثرياء ويستطيع تقديم كل ما تحتاج اليه كلبته من طعام محبب الى نفسها بكل هذا المبلغ السخي بينما نحن لا نقبل مثل هذا المبلغ لأحد من المديرين لاننا نملك اكثر مما تملك روسيا اذ كيف سيعيش هؤلاء المسؤولون وابناؤهم اذا قل ما ياخذونه من الخزينة عما ياخذه بوتين «وبصراحة اننا لن نقبل ان يهان مدير من عندنا عندما يقل ما ياخذه عما ياخذه بوتين لانه حر «بحالو» اما نحن فيجب ان نقدم لمدرائنا وسادتنا كل ما يحلمون به وما لا يحلمون حتى يحققوا مستقبل اطفالهم وابناء ابنائهم «فهي جمعة مشمشية» ولابد من استغلالها على اكمل وجه.
هناك فرق بيننا وبينهم فهم يبنون للاجيال والمستقبل ونحن نبني لانفسنا.
hamdan_alhaj@yahoo.com
(الدستور)