facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




سـلام على المسيح في عيد ميلاده ..


محمد حسن التل
25-12-2011 02:23 AM

في هذا الصباح الجميل؛ صباح عيد ميلاد المسيح؛ رسول المحبة والسلام من رب العباد لعباده، عيسى ابن مريم، نبي الله، ونفحة من روحه العظيمة، ألقاها إلى أعظم نساء العالمين، وسيدة نساء الجنة، مريم ابنة عمران، ليكون معجزة الله على الأرض، يحيي الموتى ويبرئ الأبرص ويشفي الأعمى بإذن الله، وقبل ذلك كله يدعو إلى الإيمان والسلام والمحبة كما يريد الله تعالى.

ونحن كمسلمين جَعلت عقيدتُنا إيماننا بالمسيح عليه السلام؛ جزءاً أساسياً من ايماننا بمحمد عليه الصلاة والسلام، ومن يكفر بعيسى يكفر بمحمد سلام الله عليهما.

وجدتُ من المناسب في هذا اليوم العظيم يوم عيد ميلاد سيدنا ونبينا عيسى عليه السلام أن أتحدث عن العلاقة التاريخية بين المسلمين والمسيحيين عبر العصور الضاربة جذورها في التاريخ، فهذه العلاقة لم تبدأ بقصة الراهب بحيرى فحسب؛ بل بدأت عندما بشّر عيسى عليه السلام بقدوم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبعثهِ رسولاً للبشرية كافة (ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد).

وبنظرة متفحصة للعلاقة الإسلامية المسيحية يدرك الواحد منا- تماماً- أن هذه العلاقات على اختلاف أنواعها متشابكة الى حد لا يمكن تفكيكها، او الولوج الى اساسها، فهي مبنية على الاقتناع التام بمفهوم المصير المشترك والدرب الواحد، وان المراجعة السريعة لطلائع بدايات الدعوة الاسلامية، تشير الى نماذج راقية؛ من التعاطف والتعاون ومن الثقة والاحترام، والاعتراف المتبادل بين النصارى والمسلمين، فأول اشارة يذكرها التاريخ للمهمة العظيمة التي كانت تنتظر سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم» جاءت من الراهب بحيرى، حيث اكدت حرص المسيحية واهتمامها ورعايتها لصاحب الدعوة، والقصة معروفة للجميع، وهي تفرض على الجميع - مسلمين ونصارى - ان يقفوا عندها طويلا؛ لان بطلها رجل نصراني، بل راهب انتهت اليه خلاصة النصرانية، وهو في هذا الموقف، ارسى الوشيجة الاولى، التي قامت عليها العلاقات الوثيقة، التي تأسست على الحب والتعاون بين المسلمين والنصارى، عبر العصور.

كذلك قصة الهجرة الى الحبشة، وهي الهجرة الاولى في الاسلام، الى ارض النجاشي، الملك المسيحي، حيث امر رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، اصحابه بالهجرة اليها قائلا: «لو خرجتم الى ارض الحبشة، فان بها ملكا لا يظلم عنده احد»، ووصف الحبشة - وهي ارض مسيحية - بأنها ارض صدق، وهذه اشارة اخرى لقوة الوشائج بين الطرفين، والاحترام المتبادل بين الديانتين، والاشارات في التاريخ كثيرة على قوة العلاقة بين المسلمين والنصارى، كأصحاب رسالتين سماويتين، واصحاب مصير مشترك، يعيشون على ارض واحدة، ويبنون حضارة واحدة، قال تعالى: «لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا». ولم يذكر القرآن الكريم امرأة باسمها وبالنص الصريح، الا السيدة مريم، وهذا تكريم لها وللنصرانية.

وعلى الصعيد الاجتماعي، فكما قلنا، لم يعرف تاريخ الديانات مثل العلاقات الاجتماعية التي قامت بين المسلمين والنصارى، على امتداد العالم الاسلامي. ان ما بين ابناء الحضارة العربية الاسلامية، من مسلمين ومسيحيين على امتداد التاريخ، من التعاون وحسن الجوار والاحترام المتبادل والشراكة الفعلية في البناء الوطني، لا مثيل له، وان الاحداث الشاذة التي ظهرت في بعض فترات التاريخ بين الطرفين، جاءت نتيجة الانحسار الايماني لدى بعض المسلمين والنصارى، وكانت نتيجة لتوجيهات وتدخلات اجنبية، لا تريد خيرا بالمسلمين والنصارى على السواء، ولم يكن الغرب الذي اساء الى النصرانية، ببعيد عن هذا التدبير الظلامي، في محاولات منه لم تنته منذ قرون، وان اتخذت وجوهاً مختلفة على رأسها، حجة الدفاع عن المسيحيين في الشرق، ولا ينسى منصف للتاريخ، فظاعة الظلم للديانة المسيحية واهلها، وما حدث في روما نيرون،ماهو الا صورة عن تلك الفظاعات؛ التي مورست في الغرب ضد النصرانية.

لقد تبنى الاستعمار الغربي بأدواته المختلفة وعلى رأسها الصهيونية، اثارة الطائفية في الشرق، وزرع بذور الفتن والخلافات بين المسلمين والنصارى - وما زال - تماشيا مع القاعدة التي تقول: «فَرّقْ تَسُدْ».

اننا كمسلمين نعتبر اي دعوة تحاول ان تنال من الاسلام او المسيحية، هي دعوة مشبوهة تدين اصحابها، وتؤشر عليهم بالاتهام.

وفي هذا المقام، أتذكر قول امين نخلة، الذي اشار بقوة الى تلاحم الاسلام والنصرانية، واكد ما قاله النجاشي ان الفكرين يخرجان من مشكاة واحدة «في هوى محمد تتلاقى ملتا العرب، ملة القرآن وملة الانجيل فكأنما الاسلام اسلامان؛ اسلام بالدين واسلام بالقومية». فهل يعي هذا القول من غرّتهم صهيونية الغرب الموغلة بدماء ابناء امتنا واهانة مقدساتها، دون تفريق بين مسلم ومسيحي، وهي التي تحاول -الان- العبث في وحدة امتنا، بجناحيها المسلمين والنصارى.

اليوم في عيد ميلاد المسيح نقول: لا بد للمسلمين والمسيحيين على الأرض العربية من أن يتماسكوا ويتحدوا أكثر لمواجهة المؤامرات التي تستهدفهم جميعاً ولا تفرق بين أحد منهم.

في عيد ميلاد نبي المحبة والسلام سيدنا المسيح ابن مريم الطاهرة عليهما السلام نهتف:

سلام على الاقصى... سلام على المهد... سلام على القيامة.


(الدستور)





  • 1 Karakee 25-12-2011 | 07:38 AM

    Merry Christmas to all and happy new year.

  • 2 7addad 25-12-2011 | 09:16 AM

    اشكرك
    مقال جميل

  • 3 اردني مسيحي 25-12-2011 | 11:25 AM

    مشكور يا طيب و الاردن بلد الاخوة و السلام

  • 4 زيد محمد خليل الفراج - مرج الحمام 25-12-2011 | 12:25 PM

    السلام على رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم و على اخوته من الانبياء و الرسل كسيدنا موسى و سيدنا عيسى و لوط و ادريس و ذو النون و على جميع من أمن بالله و كتبه و رسله . لن ننسى اننا دين الاخوة منذ القدم و الازل والتسامح و التجاور و بناء مجتمع متجانس من مختلف العروق و الديانات السماوية ، فالله الله على التأخي في اردننا الحبيب وقيادتنا الهاشمية . نبارك للأهل بميلاد سيدنا المسيح ابن مريم عليهما السلام في اردننا و سائر العالم .

  • 5 مطلع من الدستور 25-12-2011 | 12:55 PM

    نعتذر

  • 6 عيسى 25-12-2011 | 02:26 PM

    شكرا للكاتب المحترم الاستاذ ممد حسن التل رئيس تحرير الدستور على هذا الفكر المستنير وشكرا لعمون

  • 7 جمال المعايطة 25-12-2011 | 02:55 PM

    الشكر الجزيل للاستاذ محمد التل .. الذي ينم عن الاخلاق الرفيعة و الرقي العالي في التفكير ... شكرا جزيلا على المقال الرائع و كل عام و انتم اخواننا المسيحيين بالف خير

  • 8 محمد 25-12-2011 | 05:22 PM

    مقال رائع

  • 9 Muhajer 25-12-2011 | 05:45 PM

    Merry Christmas to all and happy new year
    to tamer, rada, mona, and all

  • 10 sam 25-12-2011 | 07:54 PM

    good

  • 11 مسيحي من الحصن 26-12-2011 | 01:29 AM

    هذه الروح الطيبه التيي يعبر عنها الكاتب المحترم وهو يعرف ان دور اهله كانت بجانب دور المسيحين في اربد وكيف كانت العلاقه الطيبه وهذه يجب ان تسود بيننا ونترك كلمه لمتطرف من هنا ومن هناك اصلا في علم الاحصاء عين اخذ متوسط لعينه فانه يترك العينه الشاذه كل عام ونحن في محبه وسلام وشكرا للكاتب


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :