لاتعديل وزارياً وشيكاً على الحكومة
ماهر ابو طير
25-12-2011 02:22 AM
تسرّب كلام يتحدث عن تعديل وزاري وشيك على حكومة عون الخصاونة،والكلام لم يخل من اسماء وزراء سيخرجون في التعديل،بأعتبارهم فاشلين ُمكلفين.
المعلومات المؤكدة في هذا الصدد ان لاتعديل وزارياً وشيكاً على حكومة الخصاونة،وان الرئيس ذاته لايفكر بالتعديل.
سألت ذات رئيس الوزراء،عن قصة التعديل الوشيك.نفى الامر تماماً.قائلا:الحكومة تم تشكيلها منذ اسابيع فقط،وليس من المنطقي اجراء تعديل وزاري،بهذه السرعة،ولاسبب ابداً يدفع ايضاً بأتجاه التعديل هذه الفترة.
رئيس الحكومة نفى التعديل الوشيك،اي خلال ايام،او اسابيع،وهذا لاينفي ان اي حكومة قابلة للتعديل بعد مرور شهور،حتى لايتم سحب قصة التنبؤ بتعديل وزاري وشيك،على كل عمر الحكومة،ليقال لاحقاً،اننا قلنا ان هناك تعديلا وهاهو قد حدث!.
الحكومة تتعرض لحملة منظمة من جانب اسماء في مواقعها،ومعتزلها ايضاً،ومن جانب اكثر من رئيس حكومة سابق،والاشاعات لم تترك شيئا الا وتحدثت به او اخترعته.
يجري هذا،لان الرئيس نظيف اليد،ومن المستحيل تلطيخ ذمته بقصص مالية،فيتم تعويض ذلك ببدائل لتشويه السمعة الشخصية.
من الكلام الذي قيل ايضاً،اخذ الرئيس لاجازة من عمله السابق،وقد تأكد لي ان الرئيس استقال من محكمة العدل العليا في لاهاي،ولم يأخذ اجازة،كما قيل،وهذه محكمة لها قواعدها واصولها،وهي ليست محكمة ابتدائية في قرية شرق اوسطية.
هناك آراء تقول ان التعديل على حكومة الخصاونة،ضروري،لان اداء بعض الوزراء ليس كما يجب،وهذا رأي المتابعين من خارج الحكومة،فيما هناك رأي اخر لرئيس الحكومة ُيقيم على اساسه اداء الوزراء بشكل يختلف عمن يتفرج من الخارج.
النواب وقوى سياسية كثيرة،والاعلام ايضاً،اشادوا بقدرات الرئيس ونزاهته،وانتقدوا تشكيلة الوزراء،وهذه عادتنا،اذ دائما نجد مداحين للرئيس،شتامين للوزراء،في مقدمة لالحاق ذات الرئيس بوزرائه ،والقول ان الجميع لايصلح لهذه المهمة.
كل من يخرج من الحكومة في هذا البلد،تصبح الدنيا بنظره سوداء،ويتناسى اخطاءه،ويصير مدفعه نارياً على الحكومة التي لم تأت به وزيراً،ولايخبرنا هذا عما اجترحه من معجزات اذ كان في موقعه،بدلا من فلتان لسانه على غيره.
كل من لايحب وزيراً او رئيساً جديداً،يطلق النار عليه،ايضاً،لان المعيار الشخصي هو الاساس في العقل الجمعي لاغلبنا.
لا تصدقوا ان اغلبنا ُيقيم اداء المسؤول على اساس مهني،لان الاعتبار الشخصي فوق كل الاعتبارات،وفي حالات قليلة يتفرد بعضنا بقراءات مهنية حيادية ودقيقة،وهذا شأن العرب،الذين يخضعون لمعايير الانفعال والعاطفة والحب والكره،قبل العقل.
كل قصة التعديل الوزاري الوشيك التي تم تسريبها،يراد منها خلخلة حكومة الخصاونة،وارباك من فيها،ورسم صورة للرئيس تقول انه نادم على خياراته،وانه من "اول غزواته كسر عصاته"،في توطئة للاطاحة به ،لانه دخل عش الدبابير الفاسدة.
سر أخير:هناك قضايا مدوية بخصوص الفساد ستنفجر في بحر الفترة المقبلة،وستنال من اسماء كبيرة جداً.هل يعقل ان تدلف الحكومة الى هذه المرحلة الاكثر حساسية بتعديل وزاري يعيد موضعتها بشكل تتبدى فيها هشة وضعيفة،وغير متماسكة!!.
ليس مهماً من يبقى ومن يرحل.الاهم هو ان يتجاوز البلد هذه الظروف الحساسة بأقل خسائر.
(الدستور)