دولة يهودية أم دولة مارقة؟
د. فهد الفانك
23-12-2011 03:23 AM
تجهد حكومة اليمين الإسرائيلي نفسها في البحث عن عقبات إضافية تحول دون التوصل إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لأنها ترى الوضع الراهن مثالياً ويمكنها من خلق حقائـق على الأرض وتطفيش أكبر عـدد من الفلسطينيين.
آخـر عقبة تم اكتشافها خلال السنوات الأخيرة هي المطالبة باعتراف فلسـطيني رسمي بأن إسرائيل دولة يهوديـة، وذلك لعلمها بأن السلطة الفلسـطينية لن تقبل بهذا الاعتراف، خاصة وقد سبق تلبية طلب إسرائيل بالاعتراف بها بموجب كتاب موقع من المرحوم ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية قبيل توقيـع اتفاق أوسلو كتب بصيغة مقبولة للطرفين.
ماذا تعني يهوديـة الدولة الإسرائيلية؟ ولماذا لا تسـمي إسرائيل نفسها بأي اسـم تشاء دون أن تطالب الفلسطينيين بالاعتراف بهذا الاسم.
الأصل أن إسرائيل دولة مواطنيها، وليسوا جميعاً من اليهود، فإذا أصبحت دولة اليهـود باعتراف فلسطيني فإن الحديث عن عـودة اللاجئين الفلسطينيين يصبح غير منطقـي فهي دولة اليهود، وغيرهم غربـاء.
من ناحية أخرى فإن ربع سـكان إسرائيل ليسوا يهوداً بل عرباً، وسوف يصبحون جالية غريبة فيما إذا كانت إسرائيل دولة اليهـود، فلماذا لا يتم تهجيرهم إلى دولة الفلسطينيين طالما أن الحل المنشود هو دولتان لشعبين. علماً بأن الاعتراف بإسرائيل دولة الشـعب اليهودي يعني ضمناً الاعتراف بالصهيونية التي تتعامل مع الدين اليهـودي كقومية.
الطلب الإسرائيلي مرفوض فلسـطينياً ولكنه يجب أن يكون مرفوضاً أيضاً من طرف يهود العالم الذين لا يناسـبهم أن يتحولوا إلى جاليات أجنبيـة تنتمي إلى إسرائيل وليس إلى الدول التي يحملون جنسياتها.
المفروض أن إسرائيل دولـة لكل مواطنيها مثل باقـي دول العالم، وأن تكون دولة مدنية علمانية وديمقراطية وليست ثيوقراطية كما يريد لها المستوطنون الذين يعيشون عالـة ولا ينتجون شـيئاً غير الكراهية.
الطلب الإسرائيلي جديد، ولم يكن وارداً عندما وقـّعت إسرائيل معاهدة سـلام مع مصر ثم مع الأردن. وقـد اعترف البلـدان العربيان بوجود دولـة إسرائيل وليس بيهودية الدولـة الإسرائيلية التي تمثل تجديـداً للفكرة الصهيونية وهي فكرة عنصرية. ما يعيق إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس عدم اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهوديـة، بل استمرار الاحتلال الإسرائيلي خلافاً للقانون الدولي مما يجعل إسرائيل دولة مارقـة.
(الرأي)