إن امة الاسلام موصوفة بالعزة ، هكذا يريدها خادم الحرمين – لنكن اعزاء ولنحافظ على هويتنا الحضارية الاسلامية المميزة . لقد بقينا خارج الزمن عدة قرون فهل لنا ان نعود اليه ليكون لنا تأثرٌ في مساراته ؟.
· دعوة اطلقها خادم الحرمين في اجتماع مجلس التعاون الخليجي الذي عقد في الرياض في اليومين الماضيين حيث قال جلالته " الخليج مستهدف بامنه واستقراره " ، ودعى دول الخليج الى الاتحاد في كيان واحد .
- ما في الحال ايُّ محال . ما قيل ليس مجرد كلمات هامشية يرددها الساسة بشكل روتيني في خطاباتهم وانما جاءت خلاصة مخاض طويل من الخبرات الغنية بالفكر والتجربة والواقع والمستجدات والمستقبل . قولٌ جاء من موقع المسؤولية القومية على نطاق ٍ محلي وخليجي وعربي على حد سواء لاطلاق حوار منتظم ودوري وذي طابع مؤسسي لاتحاد دول الخليج العربي في كيان سياسي واقتصادي واجتماعي واحد .
· فإذا اكتنف غموض ٌ في مصطلح التغيير ونفض ما تعلق به من مفاهيم شائعة ، فالدعوة الملكية واضحة لا غبار عليها وهي نتاج فكر صائب ، وا رادة مؤمنه ، وجرأة في القول السديد ، والعمل المنتظر . وما قاله جلالته فهو الاساس في بناء الدولة العربية الحديثة من اجل استمراريتها وامنها واستقرارها والابقاء على ازدهارها .
· فإذا كان مقياس النجاح هو النمو الاقتصادي ، فبإرتكاز التنمية الاقتصادية على اسس سليمة قامت عليها دول الخليج ونشطت في العقود الثلاثة الماضية ، فهي قادرة ككيان سياسي اقتصادي اجتماعي تعليمي ثقافي متقدم ان تضاعف جهودها في كافة المجالات وأن تستغل الفوائض النفطية في الانتاج الزراعي والصناعي والتعليمي والعمراني والاندماج الاجتماعي . ليس في ذلك صناعة القبول والرضا وانما هو واقع التحدي الذي يفرض على دول الخليج المستهدفة بامنها واستقرارها الاخذ بالدعوة المباركه بكل جدية وترحاب واهتمام .
· ان توظيف الدولة الاتحادية في بناء مجتمعاتها والمشاركة في المعرفة والخبرات وتحقيق الاهداف الوطنية ليس فقط لدول الخليج وانما هو قوة ومنعة لكافة الدول العربية في مشارقها ومغاربها .
· ان البنود التي خرج بها الاجتماع الاخير هي في غاية الدقة والاهمية ، فما يحصل في سوريا الثورة من قتل ودمار وتعرض الشعب للأضطهاد والابادة الجماعية لا يمكن باي حال من الاحوال قبول ذلك ، وفي الوقت الذي احييِّ فيه وزير خارجية السعوديه الامير سعود الفيصل فإنني أ ُنسِّب بتحويل الدكتور نبيل العربي الى عيادتـَيْ العيون وانف اذن وحنجره لأنه لا يرى ولا يسمع . وانني اذ احيي قناة الجزيرة لـِنـُصرتها لسوريا الثورة وللربيع العربي .
· ان تاسيس صندوق خليجي للتنمية في الاردن والمغرب ، فهذا امر له مردود إيجابي على كافة الاطراف . فالاردن ليس دولة مُصدِّرة للعمالة او للقوى البشرية ولكنه يكتنز بالخبرات الواسعة والكفاءات في كافة مناحي الحياة - ولا يبخل اذا طـُلـِب منه ان يقدمها للدول العربية الشقيقة وقد سبق وان قدم الكثير – ولا يبتغي الا اعلاء شأن الامة العربية ووحدة كلمتها وكبر شأنها .
· إن السياسات العامة ينبغي ان تكون بعيدة النظر مقارنة بما يحدث اليوم من مفارقات ومتغيرات . كما انه من الصعب خلق نموذج يتوقع المستقبل بدقة ، فإن دعوة خادم الحرمين تتوافق مع طموحات شعب الخليج العربي ، والامر شورى بينهم . وانني كمواطن عربي اردني انتمي الى هذه الامة الماجده استشعر الحاجة لاستيعاب الجديد في القديم ، وهي ليست مهمة عسيرة بل قفزة الى الامام متزامنة مع الربيع العربي ومتتابعه مع احداثه.
· فإذا ما تحققت دعوة خادم الحرمين أطال الله عمره وحفظه بموفور الصحة وكبير العطاء ، ، فستتعاظم القوة ويزداد التضامن ليكون لها التأثير في محيطها المحلي وموقعها الدولي دون ان تحمل العداء ضد احد .
· وعليها ما عليها من واجبات محلية يستوجب معالجتها لـِتقوى في الداخل صلابتها وتماسكها:-
- منظومة القيم التي تبدلت .
- منظومة القيم المجتمعية التي ما عادت على ايقاع واحد بل تفسخت واندثرت .
- اعادة التااهيل للشباب الخليجي الواقع ما بين الجوال والملهاه ، وعلى نفس المنوال الشباب العربي .
- منظومة الثقافة والتعليم التي تدنت وهبطت .
- منظومة المعلوماتية عن تاريخنا وعروبتنا وقد نضبت وجفـَّت .
- فاللغة العربية هوية تعيش فينا ، فهي سلطة في ذاتها ، وقد اصبحت في دول الخليج والعالم العربي " تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد " .
- والله اسأل ان يحقق لخادم الحرمين دعوته – وفي حال قيام الكيان الاتحادي لدول الخليج بإذن الله وبجهد القادة الملوك والامراء ورجال الفكر والسياسة والثقافة والصحافة ان يكون النواة لوحدة عربية شاملة .
· عاشت امتنا العربية الماجده .