الكل أردنيهاني العزيزي
21-09-2007 03:00 AM
يلاحظ عند تَحُدث أو كتابة أحدهم عن منطقة ما من أرض الوطن ،بخير أو بسوء ، أن أصواتا مدوية تتعالى تعلم الجميع أن هذه المنطقة هي مهد البطولة والفداء ، وموئل العز والفخار ، ولم تنجب إلا الأشاوس الأبطال ، وإن تولى أحدهم منصبا رفيعا ما ، كان أهلا له أو لم يكن ، ترتفع أصوات المرحبين والمهنئين له ، فقد أخذ القوس باريها ، وليعلم القاصي والداني أن من تولى هذا المنصب يستحقه ، وأنه ناله عن جدارة واستحقاق ، وإن انتقد أحدهم شخصا بعينه لسوء إدارته أو لسوء تقديره ، تفتح عليه أبواب الجحيم ، فقد خرج الناقد عن الملة ، وأصبح تاركا للجماعة ، وكارها للوطن المعطاء فقد أنتقد موظفا حكوميا ، وإن رحل أحدهم عن الدنيا الفانية فهو رجل الاقتصاد والمخطط البارع ، وإن كان في مركز قيادي فهو بطل مغوار أذاق العدو الويلات ، والبسه ثوب العار ، وإن كان رجلا بلغ من العمر عتيا ، فقد رحل عن عمر قضاه في أعمال البر والتقوى ، وإن تحدث أحدهم عن ناد رياضي وضعه بمستوى أعرق وأقوى أندية العالم بغض النظر عن المستوى الحقيقي لهذا النادي . . وغير ذلك كثير ، وهو غيض من فيض .وعودا على بدء ، لماذا يقصر المتحدث أو الكاتب الصفة الحميدة على منطقة بعينها ، فإن كان الحديث عن البادية يقال : موطن النخوة والعزة ، هل يعني أن المدن والريف غير ذلك ؟ وإن كان الحديث عن الريف يقال : موطن الشهامة والكرم ، هل يعني أن المدن والبادية غير ذلك ؟ وإن كان الحديث عن المدن يقال : موطن العلم والعمل ، هل يعني أن البادية والريف غير ذلك ؟ طبعا لا ، لأن كل إنسان بعمله وإخلاصه ولا علاقة لمنبته البدوي أو المدني أو الريفي بفعاله ، ولأن شاغل الوظيفة العامة أو العمل الخاص هو وليد وطن بكل ما في هذا الوطن ظروف ومكونات وثقافة .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة