الفاسدون يستنفرون * حمدان الحاج
حمدان الحاج
18-12-2011 01:57 AM
استنفر رموز الفساد والتقوا وتبادلوا المشورة وتباينت اراؤهم حول ما يجب عمله لكنهم اتفقوا على شيء واحد انه يجب وقف هذه «المهزلة» فهم لا يقبلون ان يطاح بهم فقد تلمسوا رؤوسهم ووجدوها مغموسة بالفساد وبالتالي هم اقرب الى الاستدعاء وعليه فانهم ملاحقون فماذا هم فاعلون؟.
ما يرددونه الان في صالوناتهم واجتماعاتهم الاستثنائية سؤال واحد الى اين؟ وهم بذلك يريدون ان يطمئنوا انفسهم ان بامكانهم ان يوقفوا انطلاقة ساعة الحساب التي بدأت تلف الخناق على رقابهم وهم في عنفوان نشوتهم بمواقع وعقارات واموال واراض ٍ وعمارات وجاه ، وجدوا انفسهم فيها على غير حق فاذا كانوا في الوظيفة العامة احالوها الى مزارع خاصة بهم ولأحبابهم ومن على شاكلتهم حتى يضمنوا استمرار النهج من بعدهم كما تركوه ان لم يكن اكثر سوءا ولن يسمحوا لنظيف ان يعتلي صهوة مجالسهم لانهم تعبوا حتى حققوا ما سرقوا ولا يحبون ان يروا عفيفا بينهم لانه يذكرهم بالعدل والكرامة والاستقامة والنزاهة والصدق وهم ابعد ما يكونون عنه مع ادعائهم الدائم بذلك.
الفساد مدرسة ومن لا يقتنع بذلك فليذهب اليهم هم ليعرفوه انهم قطعوا شوطا طويلا في التاسيس واختراع الاساليب التي تدر عليهم المزيد من المزايا والمكتسبات والاموال ولن يسمحوا لك ان تقترب منهم فمن انت حتى تخترق جدران الكسب غير المشروع الذي خبروه جيلا بعد جيل وها هم كبراؤهم يتحركون وكأنهم نزلوا من السماء بينما اباؤهم ما يزالون يعيشون على البساطة التي لم تعد تتفق والعصرنة التي يعيشها ابناؤهم وابناء ابنائهم فانت يا «جدو موضة قديمة وكأنك قادم من كوكب اخر».
ويسألون انفسهم همسا او حتى بالاشارة الحائرة كيف ننجوا من هذه المصيبة التي تحاصرنا « وهذه ليست المرة الاولى التي يقفون مثل هذا الموقف ويتناقشون حول هذا الموضوع وكانت تمر بسلام ويعودوا اكثر قوة واكثر تصميما على نخر جسد كل ما يجدونه امامهم ولكن هذه المرة يقولون «يجب ان نعرف الى اين ستقودنا هذه الاوضاع؟» والى متى ستستمر لانها سوف تؤثر على سمعة الاردن والاستثمار وسعر الصرف وثقة الدائنين والمقرضين لنا» وهم بذلك يقصدون امرا ظاهره الحرص على المصلحة العامة وباطنه ابعاد الشرور عن انفسهم وهذا هو المهم لانهم لو ارادوا بالاردن خيرا ما سرقوه ولا ابتزوه ولا سودوا سمعته لانهم الذين عاثوا فسادا وهم الذين افقدوا المنظمات الدولية الثقة بالاقتصاد الاردني بما سرقوا ونهبوا ولا يزالون سادرين في غيهم.
فمن اين لهم هذه القصور والفلل؟ والارصدة التي لا تأكلها النيران.؟ والمزارع التي تسرح فيها «الخيالة»؟ وكيف وصلوا الى ما وصلوا اليه لولا انهم كانوا يعتبرون الوطن بقرة حلوب لن يقبلوا ان يتوقف ضرعها عن الادرار حتى لو لم تعد قادرة على ذلك بسبب جورهم عليها واستنزاف طاقاتها بلا هوادة؟.
الاصل ان تستمر هذه الحالة حتى توضع الامور في نصابها ويتوقف نهب المال العام وتعاد الاموال المسروقة الى خزينة الدولة ويتطهر الاردن من عبث العابثين وحتى يشعر الجميع بصدقية ما يجري لا ان يصار الى زج واحد او اثنين في السجن او توقيف هذا او ذاك ونقول اكتفينا وحاربنا الفساد تيمنا بقول الشاعر لا تقطعن رأس الافعى وترسلها ان كنت شهما فاتبع رأسها الذنب وعندها فقط تستعاد ثقة المؤسسات الدولية بالاقتصاد الاردني ويتوقف الاعتداء على المال العام.
hamdan_alhaj@yahoo.com
(الدستور)