في مثل هذه الأيام من العام الماضي كان الربيع العربي قد بدأ ..و لم يكن العرب أنفسهم قد بدأوا ..في مثل هذه اللحظة كان ( البوعزيزي ) ملفوفاً بالشاش و ممدداً على سرير في المستشفى ..ولم يكن يعلم أن بياض الشاش سيكون رايةً لاستسلام الرئيس التونسي نفسه ..!
حتى التونسيين عندما انفجروا و ثاروا لم يعلموا ان مظاهراتهم و احتجاجاتهم ستتحول إلى ثورة لم تنته للآن ..و أنهم زرعوا الربيع في كل مدينة و قرية و حارة و زنقة ..بل زرعوا الربيع في كل نبضة من نبضات المارد العربي النائم ..فاستفاق ..و لمّا أدرك الحاكم العربي أن الحلم السابع قد انتهى و أن النائم يصحو و أن الربيع سيزهر ..أصرّ على سقاية الربيع بالدم بدلاً من الماء ..!
عام على الربيع ..سقطت أنظمة و أخرى تنتظر ..عام مضى ..سقطت أصنام كبيرة بحجم ( هبل و نائلة و اللات ) ..و أصنام أخرى مصنوعة من التمر سنأكلها قريباً ؛ نأكلها و نحن أشبع ما يكون و ليس أجوع ما يكون ..سنأكلها لننهي وجودها ؛ وليس لنعيد صناعتها من جديد ..فزمان الأصنام يجب أن ينتهي ..ولا يتوافق ربيع مع صنم ..!!
طوبى للتونسيين وهم يفتتحون الربيع قبل عام ..و طوبى لهم وهم ينصّبون أول رئيس ربيعي ..و طوبى لمصر وهي تصنع بالدم تاريخها الجديد رغم الفلول و سرّاق الثورة ..وطوبى لليبيين الذين سيتجاوزون كل قبليتهم بعد قليل و يبنون ليبيا التي تلتحق بركبنا ..و طوبى لليمن التي ستحاكم ( فاسدها الأكبر ) رغم كل المناورات ..وطوبى لسوريّة و هي تحمّر عينيها أكثر و أكثر في وجه طبيب العيون الأعمى ..و طوبى لكل ثائر يحمل بين دفتي روحه قضيّة ستنتصر ..لأن الشعوب استفاقت ..و آن للحاكمين بطول نوم شعوبهم أن يعترفوا الربيع ربّاني ..وبضاعة الله لا تبور ..!
Abo_watan@yahoo.com
(الدستور)