العملية الإسرائيلية في شمال سوريةجهاد المومني
18-09-2007 03:00 AM
لم تأخذ العملية العسكرية الإسرائيلية في سورية القدر الكافي من التغطية الصحفية والتحليل ربما لسببين، الأول أنه لم يكن هناك رد سوري عسكري على العملية وبالتالي بقي الحدث في إطار الاعتداءات الإسرائيلية التي تكررت ضد مواقع سورية سواء في لبنان قبل الانسحاب أم في سورية نفسها، والثاني غموض العملية حتى الآن من حيث الحاجة إليها والأهداف الحقيقية من ورائها، فإسرائيل تلتزم الصمت جزئيا والولايات المتحدة تروج لتسلح نووي سوري بينما العالم لا يبدو متحمسا لإدانة إسرائيل أو تحميلها المسئولية عن اعتداء عسكري ضد دولة مستقلة.فالغموض الذي يشوب تفاصيل العملية لا يقتصر على منطقتنا فقط والتناقض في التقارير الصحفية الغربية يظهر لأول مرة ضبابية الموقف الغربي بسبب قلة المعلومات حتى عند حلفاء إسرائيل التقليديين، الواضح أن العملية تمت بسرية تخص كل من تل أبيب وواشنطن ولأهداف تثير حفيظة الحلفاء الآخرين ولكنها بالنسبة للأميركيين والإسرائيليين أكثر من ذلك بكثير، فهل كانت الدفاعات الجوية السورية هي المقصودة بالغارة الغامضة غير المعروفة التفاصيل، أم أن ما جرى بالفعل عملية عسكرية مشتركة لتدمير معدات نووية كانت في طريقها إلى سورية من كوريا الشمالية..! وهناك رواية ثالثة تفيد بأن الضربة استهدفت قافلة سلاح تخص حزب الله المتهم غربيا وإسرائيليا بإعادة التسلح بعد حرب تموز استعدادا لحرب أخرى تعد لها إسرائيل للإجهاز على الحزب، فأي الروايات يمكن أن تصمد أمام شكوى سورية لمجلس الأمن باعتبارها خيار دمشق للرد على اعتداء مسلح بالقنابل الذكية على مواقع تقع في عمق البلاد وعلى مقربة من الحدود العراقية ؟ على الأغلب أن الشكوى السورية لن تفلح في أكثر من مجرد إبقاء الملف مفتوحا لبعض الوقت، ولا يعتقد أن سورية تطمع بأكثر من ذلك، فتجربة عقود من الصراع في المنطقة والعلاقة مع مجلس الأمن رسخت حقيقة أن إسرائيل لا تكترث بالشكاوى ولا تقلقها بيانات الإدانة، لكنها كانت ستألم كثيرا لو أن الدفاعات الجوية السورية أثبتت قدرتها وتصدت للطائرات المعتدية وأسقطت واحدة منها وأسرت طياريها وعرفت المهمة الحقيقية التي كانت الطائرات تقوم بها، هل هي اختبار القدرات السورية في رصد الطائرات عندما تعبر أجواء سورية لضرب المفاعلات النووية الإيرانية،أم أنها مهمة فتح الطريق أمام تنفيذ عملية من هذا النوع يعتقد أنها باتت قيد التنفيذ، وما يجعل من احتمالات أن تكون المهمة أبعد من محاولات التحرش بسورية معقولة ومنطقية اختيار إسرائيل لأهداف تقع في العمق السوري وفي الطريق الأقرب إلى حدود إيران الغربية حيث تقع معظم الأهداف المحتملة للضربة القادمة،..احتمال آخر يتوجب أخذه بعين الاعتبار عند تحليل النوايا والأهداف وقبل ذلك طريقة التنفيذ والممر الأنسب لموجة من المقاتلات لا بد أن تعبر أجواء دول أخرى لتنفيذ عملية كبرى داخل الأراضي الإيرانية، فهل قامت إسرائيل بهذه المهمة لتظليل الإيرانيين ودفعهم للتركيز على هذه الجبهة بينما ستقوم المقاتلات الأميركية والإسرائيلية بسلوك ممرات أخرى ..،هذا هو السؤال ؟
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة