نقابيون من المهد الى اللحد .. !!
عودة عودة
11-12-2011 10:05 PM
لا يُخفي السادة نقباء النقابات المهنية رغباتهم في الإنضمام الى (نادي الوزراء) خاصة و إن عدد لا بأس به من (البيت النقابي) المهني الأردني قد دخلوا هذا النادي و لم يصبحوا وزراء فحسب و إنما رؤساء وزارات و الأمثلة كثيرة و لا حاجة لتعداد الأسماء في هذه العُجالة .
لا بأس في ذلك فالنقابات المهنية الأردنية بيوت خبرة معروفة على مستوى الأردن و المنطقة العربية و العالم , و اعتقد أن (زعلهم) على رئيس الوزراء الحالي الدكتور عون الخصاونة بعدم إجرائه مشاورات معهم قبل تشكيله الوزراة على غرار المشاورات التي أجراها مع فعاليات قيادية و حزبية مقبول و إن كان (دولته) قد تدارك الأمر فقام بزيارتهم في (بيتهم) مجمع النقابات المهنية و فوق ذلك إطلق تصريحات مهمة (سقوفها عالية) حقاً .
و كما يبدو بعد اللقاء عرف النقباء أنه لم يكن هناك أي (تهميش) لهم بالعكس فقد أشاد الرئيس الخصاونة بدورهم و ريادتهم في العمل المهني و العمل النقابي و العمل العام و أن النقابات المهنية الأردنية مؤسسات وطنية حقيقية كسائر المؤسسات الوطنية الأردنية و أن الإلتقاء بهذه النقابات من صميم المصلحة الوطنية العليا خاصة انها تضم أكثر من مئة و خمسين ألفاً من المهنيين .
على هامش هذه العُجالة الصحفية .. قبل أيام غيب الموت فى إحدى مستشفيات باريس عن عمر يناهز 88 عاماً واحد من جيل العمالقة النقابيين العرب (المحجوب بن صدّيق) من مدينة مكناس في المغرب حيث وري الثرى في مقبرة الشهداء في الدار البيضاء .. و الجنازة كانت مُهيبة جمعت كثيراً من الأطياف و الأجيال في العمل النقابي و السياسي المغربي .
بدأ النقابي (بن صدّيق) نشاطه النقابي في نقابة عمال السكك الحديدية في مدينة مكناس العام 1953 ثم مؤسساً و رئيساً للإتحاد المغربي للشغل العام 1955.. بن صديق له قول مشهور : (كل شيء يمكن مناقشته داخل الإتحاد بإستثناء مسألة واحدة يمنع الحديث عنها و لو همساً و هي : (متى يتقاعد النقابي الحق؟!) أنه يرى : أن (النقابي الحق) لا يتقاعد حتى يغيبه الموت و حتى يترك وراءه تاريخاً طويلاً و صفحات ناصعة من العمل النقابي التطوعي رافضاً الإنخراط في النقابات الفرنسية أثناء الحماية للمغرب و التي كانت تعتبر المستعمرات الفرنسية و منها المغرب جزءاً من فرنسا الأم مؤكداً أنه مغربي حتى النخاع و سُجن بسبب أرائه هذه مع رفاق له ليذوقوا أقسى أنواع التعذيب في السجون الفرنسية بالمغرب .
عمر النقابات المهنية المغربية و الأردنية متقارب أكثر من نصف قرن من العمل النقابي التطوعي و الإستقلالية كنت ألمس ذلك في مؤتمرات الإتحادات المهنية العربية كاتحاد المحامين العرب و اتحاد المهندسين العرب و اتحاد الصحفيين العرب و اتحاد الأطباء العرب و غيرها .
أكثر ما كان يعجبني في هذه المؤتمرات نقباء من شرق الوطن العربي و مغربه.. كم هم مخلصون للعمل النقابي التطوعي الذي يجري في دمائهم و كما يبدو من المهد الى اللحد .. أمثال المحجوب بن صدّيق كُثر في وطننا العربي و لن أذكر الأسماء حتى لا أنسى أي واحد من هؤلاء العظماء حقاً .. و حقيقة .. أمثال هؤلاء يستحقون لقب (النقابي الإمبراطور)..!!!