عمون - إليكِ تهفو قلوبنا ، على نبض حركات ثورتكِ تهفو وتطالع كرمكِ بالتضحية , تضحيتكِ بأجساد أبناءك التي ستطهر أرواحها أرضك من ذئاب ووحوش هائجة حاقدة متعطشة للدماء والفرقة ...
تهفو إليكِ القلوب سورية غارقة في دموعها ، تلك الدموع التي تذرف عليكِ وأنت تبذلين جاهدة في كفاحكِ ونضالكِ ، لتظفري الحرية والنصر، لترفعي راية العزة والكرامة .
سورية .. إليك تهفو القلوب كل يوم من حوران ومن كل مكان يغرد بالحرية من كل أنحاء عالمنا العربي ، تهفو على صدى أصوات المناضلين اللذين نسمعهم ونسمع صيحاتهم وصيحات الأمهات الثكلى ، اللذين نسمعهم يهتفون بإسقاط ..... ورحيل ... حرية ......
سورية قلوبنا متضامنة معكِ ولا تستطيع أن تفعل شيئا ، لا تستطيع سوى أن تتضرع للمولى عز وجل ، التضرع والدعاء بأن يحميك ويقوي نضالكِ وتضحياتكِ وكفاحكِ أنتِ وأبناءك في سبيل تحقيق الحرية واستعادتها من قوى الشر والطغيان ، تلك القوى التي تتخذ من الإجرام شعارا ، ومن الدماء شرابا ، ومن الشعب دونا .
سورية حماك الله ... تحمّلتِ من الجوع والقمع وسلب الحرية كثيرا، فقد صمدتِ أمام المجرمين والقامعين الطغاة من اجل الحرية ، فلم يبقى سوى القليل أمام ذلك الكثير ، ففجر الحرية قادم لا محال .
فلا تتخاذلي فيما أنتِ به ، فأنت العروبة سورية ، أنت قصة مجد توارثته الأجيال ، أنتِ من أنجبت أرضكِ الأحرار والأبطال والثوار ، من أنجبتِ وحضنتِ العلماء في الدين واللغة وبكافة العلوم ،علماء رفعوا العروبة عاليا قبل أن يدانوا من قبل الطغاة ،أنت من أنجبتهم وحضنتهم و أخرجتهم مرتوين من فراتك الذي يفيض علما وحبا وحرية ، فراتكِ الذي هو منبعا للعلم الذي نرتشف منه جميعا ...
فلا تتخاذلي وابقي صامدة أمام من يريدونك أرضا ، فنحن على يقين بأنك في كفاحك لا تحسبي حسابا لطغاة المتشرذمين...
سورية... قويّ عزيمة أبناءك إن ضعفت ، فقريبا سنحتفل بخلاصك من براثن الوحوش ، وزبانية الاضطهاد والاستغلال ، بخلاصك من متعطشي دماء الكرامة ، قريبا ستكونين نبراسا للشعوب العظيمة المغلوب على أمرها ، الشعوب التي ستستعيد عظمتها بخلاصك ، فقد آن الأوان لكي تستردي مجدك وعزك الذي سلب منك .