يحتفل العالم بيوم مكافحة الفساد وبما ان الاردن جزء من هذا العالم يحتفل هو الاخر بهذا اليوم ويتمنى الجميع مجتمعا خاليا من الفساد والمفسدين لعل هذا المجتمع ان يكون خاليا من هؤلاء الذين خربوا على الناس حياتهم ونغصوا عليهم ايامهم وسهراتهم واعراسهم ومآتمهم وحولوا الافراح الى جنائز والبهجة الى لطم على الخدود وشق للجيوب لا لشيء سوى ان الفاسدين الذين يعيشون بيننا وياكلون معنا ويعملون فيما بيننا ويشيرون علينا بان هذا صح وهذا خطا هم رموز فاسدة يعرفهم الجميع وفي نفس الوقت يهابهم الجميع ويقدمهم الجميع فاختلط الحابل بالنابل لدرجة انك لم تعد تعرف الصدق من الكذب والفاسد من الصالح ولا العالم من الجاهل لان الامور اختلطت والنفوس اختلفت والمعايير رتبت بطريقة تحفظ الفاسدين وتجرم المحترمين.
الفاسدون معروفون واي انسان بسيط في الشارع يستطيع ان يعدد اسماء رموز الفساد واحدا تلو الاخر ولكن هيهات ان يتم القبض على اي منهم فلا توجد ورقة واحدة موقعة بيد واحد منهم ولا ممهورة بتوقيع قريب من توقيع اي منهم ولا هم يقتربون من الشبهة وعندها فانهم يمارسون الفساد والافساد الذي اصبح بسببهم مؤسسة لها فرقها ولها الداخلون الطارئون عليها او القادمون الجدد الذين يتدربون على ايادي من عاش فسادا وعاث افسادا وهي مدرسة او جامعة ولها انظمتها وتشريعاتها التي لا تبدأ بالسلام ولا تنتهي بالكلام ولكنهم يعرفون كيف ينهبون الثروات ويغسلون اياديهم بالمعقمات واذا نظرت اليهم تفوح منهم روائح «الهمالة» وخفة اليد وطيش اللسان وسرعة البيان ومنهم من مدرسة فلان وعلان.
وهم كثر في القطاعين العام والخاص ولا بد من التداخل بين القطاعين حتى تضيع «الطاسة» استهدافا واستهبالا ولابد من خلط الاوراق حتى يبقى الناس في دوامة السؤال لان هدوء الحال وبال عليهم لان الجميع عندها سوف ينشغل فيهم وهم يديرون القرص على نار غيرهم وصغارهم باسمهم يسحبون وبنعمتهم يحمدون اينما يجلسون ولا يعرفون الا النميمة على فلان او فلان لان الاطاحة بالاخيار اسهل من «الشعبطة» على هؤلاء الفاسدين.
وهم الذين يلعبون بالبيضة والحجر وهم الذين تصبح الرمال في ايديهم ذهبا لان مساحات فسادهم كثيرة وكبيرة وهم يعرفون كيف يدجلون على ضعاف النفوس او صغارها وهم لا يترددون في ان يرددوا كلام الله في جلساتهم بعد ان يكونوا سجلوا الاراضي السحت باسماء مفتعلة وباثمان بخسة فكيف نتوقع ان يسجنوا او يهانوا او حتى توجه لهم التهم.
انهم بما يعملون عارفون ولديهم معارف صغار وكبار ومجموعات من المطبلين وهم يسرقون وينهبون باسماء مستعارة ونقول اننا نريد ان نحارب الفساد.
الفساد موجود ومن ينفي هذه الحقيقة كالنعامة التي تدفن راسها في الرمال ظنا منها ان العالم لا يراها بينما هي في موضع المشاهدة من الجميع لكننا سنبقى نحاول وان كانت المحاولات ستتحطم على صخرة قوة الفساد الذي استشرى ولا احد يستطيع ان يقطع اوصاله.
hamdan_alhaj@yahoo.com
(الدستور)