اليوم أفكفك أصابعي ، فقد تقوست وعلاها الصدا بعد أن تعطلت لغة الحروف منذ شهر لغايات الإجازة السنوية، وهي أيام اجازات العام الفائت على، مما يعني أني كنت على اهبة الكتابة يوميا طوال العام الذي يشارف على الوفاة.
صديقي شيح الشباب المهندس سعيد المسحال (الباقي الوحيد من أول خلية تشكلت في حركة فتح)، اندهش عندما اتصل بي متسائلا عن سر غيابي عن صفحات الدستور ، وقلت له أني في إجازة، وقال :
- وهل يأخذ الكاتب إجازة؟!
كان سؤالا استنكاريا وضعني في دائرة الاتهام على إعتبار انني جندي يتهرب من وظيفته الدائمة على تخوم الوطن.
ولم يقتنع بما قلته بأن الكتابة الى جانب أنها موقف من الحياة ورسالة ، هي أيضا وظيفة فيها عامل ورب عمل ، ويستحق العامل اجازة كغيره من الكائنات.
وقد سعدت بالكثير من الاتصالات الهاتفية التي تسألني عن سر غيابي، حيث افترض الناس بأن غيابي له علاقة بما يحصل من تراجعات ديمقراطية ، وقد خاب ظنهم بأني كنت مجرد كائن هرب من ارض المعركة حتى يقضي اجازته مرتميا بالبيت على جاعد الترهل واللامبالاة.
سعدت بالعديد من الاتصالات والرسائل النصية والإيميلات ، التي اسعدني أن الكثير منها كان من منطقة الكرك وشعرت بأن صوت الكاتب يصل الى الناس في كل مكان إذا نحج في نيل ثقتهم والتكلم بلغتهم والتعبير عن مشاعرهم بصدق وعفوية.
الأعزاء
أنا عاجز عن شكركم..والى اللقاء غدا.
ghishan@gmail.com
(الدستور)