يستطيع شعبنا وطلائعه السياسية والاجتماعية ان يولي ثقته بالحكومة الجديدة عندما يلاحظ خطوات عملية ملموسة على صعيد مكافحة الفساد المالي والاداري وغيرهما اولا وقبل كل شيء..
وذلك شريطة التاشير بصراحة ووضوح وشجاعة على رموز الفساد والمفسدين والمباشرة بمساءلتهم بدون تمييز او وجل او مراوغة او تسويف او مداهنة لاحد.. وكذلك بدون ترحيل الى الحكومات القادمة.. مثل هذه الخطوات العملية والاجرائية الشجاعة لا بد ان تنتج او تنسج خيوط ثقة قوية بالحكومة.. وتجعل المواطنين ومؤسسات المجتمع المدني وقبل ذلك السلطتان التشريعية والقضائية وجميع طلائع شعبنا متمسكين بالحكومة لتشجيعها على المضي في اداء مهماتها..
ان ابناء شعبنا وطلائعه الذين يجوبون ميادين وشوارع العاصمة والمدن الاخرى في مسيرات سلمية حضارية والذين هم في مواقعهم المختلفة - في الوظيفة او في المصانع او المزارع او في اي مكان بانتظار مؤشرات ايجابية واضحة تطلقها الحكومة ليتخذوا لهم موقفا منها..
ومثلما ان الضوء الذي يتسلل من داخل (ستائر المنزل) يؤشر على اندحار فلول عتمة الليل البهيم امام سطوع اشراقة النهار فان الخطوات العملية الملموسة على صعيد مكافحة الفساد ومداهمة اوكار المفسدين والفاسدين تؤشر حتما على ان الحكومة الجديدة جادة وعازمة على انجاز مهماتها بعزيمة واقدام لا يثنيهما الخوف او اي حسابات غير مشروعة..
ان شعبنا وطلائعه السياسية وجميع طبقاته وشرائحه الاجتماعية يدرك ان حكومة الدكتور الخصاونة لا تمتلك عصا سحرية لانجاز مهماتها في الاصلاح الشامل.. ويكفي شعبنا ان يلمس ان اداء الحكومة حسن وان توجهاتها في وضع وتنفيذ برامج الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي سليمة وموضوعية..
ويكفي شعبنا وقواه الحية ان يلمس ان حكومة الخصاونة تعمل بكل جدية واخلاص وشجاعة وحزم على تنفيذ المهمات الموكلة اليها في كتاب التكليف السامي شريطة ان تضع سلم اولويات موضوعيا للقضايا الملحة.. وحبذا لو التزم د. الخصاونة بما جاء في كلمته امام السلطة التشريعية.. فعندئذ ستستحق حكومته الثناء والتاييد..
وستكسب حكومته ثقة الشعب.. ومن خلال حكومته ستستعيد الدولة هيبتها ومكانتها اللائقتين..
على اي حال كلها بضعة اسابيع ونشتم رائحة ما تنضجه الحكومة من برامج.. وعندئذ يسهل الحكم على ادائها وعلى مدى التزامها بقضية الاصلاح الشامل.. فالديموقراطية والحريات لها رائحة زكية ومريحة تشتم من بعيد..

(الرأي)